د.خطاب : تولي المرأة للمناصب القيادية يحد من الظواهر السلبية المنتشرة في معظم الدول العربية
بيكوز اي كير_ خاص_ فاتن سلمان _ أكدت الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة في مصر على ضرورة إبراز المرأة العربية وإنجازاتها في مختلف الميادين، والعمل على تغيير النظرة النمطية والتقليدية تجاهها عبر القاء الضوء على اسهاماتها سواء أكانت محلية أم اقليمية وحتى عالمية
خطاب والتي خصت موقع لـ "لأنني أهتم " في حديث خاص خلال تواجدها في الأردن للمشاركة في عدد من المؤتمرات وورشات العمل الهادفة، أوضحت أهمية تحصين وتمكين الفتاة والمرأة العربية بالعلم والمعرفة لتكون قادرة على العطاء ومواجهة المشاكل والتحديات بشجاعة وعزم كبيرين
وبيّنت أن التقدم الاقتصادي للدول هو رهن بمدى مشاركة النساء في اتخاذ القرار والإنتاج، حيث دعت إلى مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار وتوليها المناصب القيادية للحد من الظواهر السلبية المتمثلة في قضايا الفساد والعنف ضد النساء والعنف الأسري وعنف الممارسات الضارة التي تنسب زورا الى التقاليد، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن حقوق المرأة في بعض الدول العربية لم تحقق بعد التقدم المأمول
وتقول "يجب أن تكون المرأة القيادية واثقة بنفسها ولا تستجدي إنما تطالب بحقها وقادرة على تحمل مسؤولياتها وقد أظهرت الدراسات مؤخراً أنه في حال تساوي عدد النساء العاملات مع عدد الرجال العاملين فإن الناتج القومي سيزيد كما ويؤثر ذلك ايجاباً على الناحية الاقتصادية والأمن الاجتماعي"
وأشادت خطاب بنجاح وتقدم المرأة الأردنية في مختلف القطاعات وتبوئها مواقع ومراكز سياسية مهمة، وهنا تستذكر خطاب نماذج للمرأة الأردنية وما حققته من نجاحات على مستوى دولي ومواقف بطولية وأدواراً هامة، وأكدت ان الإرادة السياسية تلعب دورا هاما في تمكين النساء
واشادت بدور الملكة رانيا وتمثيلها لنساء الأردن والعالم العربي على المستوي الدولي واهمية ذلك في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية
وأشارت الى نماذج عدة من النساء الاردنيات في مختلف المجالات ففي المجال الدبلوماسي تقدم نساء مثل سيما بحوث وريما خلف وهيفاء أبو غزالة، صورة مشرقة للمرأة العربية بالإضافة إلى العديد من الوزيرات الحاليات والسابقات والقياديات النسائية المهمة ومنهم الوزيرة ريم أبو حسان، وفي مجال الابداع الفني نجد ماي خوري
وترى أن المرأة العربية حققت نجاحاً ولكن بدرجات مختلفة، حيث لعبت الصراعات دوراً كبيراً في تأخير النجاح وحصول المرأة على كامل حقوقها في كل من ليبيا واليمن، ودعت النساء إلى المطالبة بحقوقهم والتحرك بخطوات ثابتة نحو الأمام وإن لم يكن بالسرعة المطلوبة ولكن بسرعات متفاوتة كما هو الحال مع المرأة العراقية التي بدأت الآن تنفض الغبار الذي لحق بها خلال الفترة العصيبة التي بها العراق
وتؤكد خطاب على الانجازات المهمة التي حققتها المرأة التونسية والمصرية؛ وتقول " المرأة المصرية وعلى مدى السبع سنوات الأخيرة حققت إنجازات كبيرة ووقفت في وجه التيار الذي يستخدم الدين في اخضاع المرأة، الآن لدينا 90 نائب امرأة في البرلمان المصري وهذا لم يكن موجود من قبل ويعد إنجاز كبير كما أن أعداد النساء اللواتي يتقلدن منصب القاضي في ازدياد".. مستمر
وتحدثت خطاب حول الخطة التنفيذية لأجندة المرأة والأمن والسلام المتعلقة بقرار مجلس الامن١٣٢٥ ضمن جانبين الأول حماية النساء في النزاعات المسلحة والثاني مشاركة المرأة في صنع القرار ورسم السياسات في المسائل المتعلقة بالنزاعات وبناء مجتمع ما بعد انهاء النزاع، حيث تم استعراض هذه الخطة ضمن مؤتمر تم عقده مؤخراً في الأردن حول المرأة الامن والسلام بتنظيم جامعة الدول العربية بالتعاون مع الحكومة الأردنية وهيئة الامم المتحدة للنساء
وحول ذلك تقول " تم دعوة الدول العربية لتقديم تقارير حول اجراءاتها المتبعة لتنفيذ الاستراتيجية العربية وخطة العمل التنفيذية حةل قرار مجلس الامن رقم ١٣٢٥ والقرارات التالية له, و قدمت 12 دولة عربية تقاريرها غما اتخذته من إجراءات في هذا الصدد. وكشفت تللك التقارير عن تباين في التنفيذ، وأن دولتين فقط قامت بإعداد خطة عمل هي العراق وفلسطين"
وتضيف "تبين وجود قصور في قاعدة البيانات حول النساء المتضررات من المنازاعات المسلحة وكذلك ضعف المشاركة السياسية للنساء في بناء السلام فمعظم البيانات التي تضمنتها التقارير انحسرت في مشاركة النساء في النتخابات وتمثيلها في الحكومة والبرلمان.. ولم يكن هناك بيانات وافية عن مشاركات بشأن بناء السلام وفض النزاع، بالإضافة إلى عدم وجود برامج توعية كافية وينسحب نفس الامر على محدودية بناء قدرات الكوادر والقائمين علي تنفيذ القانون والعاملين من اجل حماية النساء اثناء النزاعات. كما أن بعض الدول العربية لم تتخذ إجراءات ولم تقدم تقارير حتي الان لأنها لم ترى حاجة لها بذلك كونها لا علاقة لها بالنزاعات"
ومن المعروف عن خطاب أنها كانت مرشحة مصر والاتحاد الافريقي للتنافس على منصب مدير عام منظمة اليونسكو إلاّ أنّ الأمر انتهى بفوز منافستها الفرنسية، وعن ذلك تقول "لم احصل على المنصب لكن حصلت على ما هو اهم واغلي الا وهو على دعم ومساندة ملايين من المصريين وخاصة الناس البسيطة التي تحمست كثيرا جدا لفكرة حصولي على منصب اليونسكو واصبحوا يسألوا عن اليونسكو وأهدافها واعتقد ان هذا هو المكسب الأكبر ، زيادة الوعي باليونسكو وأهدافها، وهو امر لم يكن ملموسا من قبل "
واضافت خطاب " فلا ننسى ان اليونسكو قد أنشأت من اجل خدمة الشعوب، ونجاحها يعتمد على الانجازات على ارض الواقع من خلال اللجان الوطنية لليونسكو ، وليس المداولات التي تدور في غرف مغلقة بين الوفود مشيرة الى ان هذا الوعي باهداف اليونسكو والحماس لها هو اكبر انجاز مؤكدة الى انها ستعمل على البناء عليه وهذا ما اسمته باليونسكو المصري
وقالت خطاب "سنعمل سويا على بناء السلام في عقول البشر من خلال الارتقاء بجودة التعليم وإتاحة الحقوق الثقافية للجماهير ودعم افتخارها بتراثها مقدمة الشكر للجماهير التي ساندتها والتي برأيها طالبت العالم بان" يستمع لنا وليس عنا"
وتضيف " أنا قمت بتمثيل المرأة العربية في اليونسكو.. المرأة التي نشأت وتربت في العالم العربي وعاشت مشاكله منذ الولادة وسافرت الى بلاد كثيرة كسفيرة وعاشت ثقافات متنوعة افادتها واستفادت منها. اعتقد أن أدائي كان مشرف جداً ومحل اشادة من دوائر عديدة، واشكر الدول التي ساندتني ومنها دول أوروبية مهمة ودول اسيوية كبيرة ودول محورية في افريقيا وفى أمريكا اللاتينية، واعدهم بانني سأعمل على دعم إكمال رسالة اليونسكو لأن المنطقة العربية تحتاجها أكثر من أي منطقة أخرى"
وتؤكد على أنّ" مهمة اليونسكو هي بناء السلام في عقول البشر من خلال التعليم والعلوم والثقافة والتراث والافتخار بالتعددية والتنوع الثقافي والديني والفكري والاجتماعي وكيف أن التنوع هو ثراء ولا يقلص من هوية الشخص وثقافته وحضارته ونحن محتاجين لذلك في العالم العربي"
وتنهي خطاب حديثها بافتخارها كونها أم وزوجة وجدة، وتقول " أكبر نعمة في حياتي هي أسرتي التي تساعدني وتدعمني.. والدي كان الداعم الرئيسي لي خلال مسيرتي وبعد وفاته أصبحت والدتي تدعمنا فكانت الأم والأب .. لقد كان والدي يؤمن بحق البنات دون أي تمييز وزوجي أيضا كذلك بالإضافة إلى دعم وتشجيع ومساندة أولادي وهذا أجمل شيء في حياة الانسان"
ومن الجدير ذكره هنا أن مشيرة خطاب حاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، ودرجة الدكتوراه من نفس الجامعة ودرجة الماجستير من الولايات المتحدة عملت منذ تخرجها كدبلوماسية في وزارة الخارجية المصرية، كما شغلت منصب مساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات الثقافية الدولية
وتولت منصب سفيرة مصر لدى جمهوريتي التشيك والسلوفاك، وسفيرة لدى جنوب أفريقيا بين 1995 و1999 كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، ورئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ووزيرة الدولة للأسرة والسكان عام لجنة الامم المتحدة لحقوق الطفل 2011.وانتخبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة كخبيرة فى حائزة على اوسمة من رؤساء إيطاليا وجنوب افريقيا وجائزة الشجاعة من الخارجية الامريكية
لها إنجازات كبيرة في مجال التعليم والثقافة وحقوق الانسان ويحسب لها القيام بأكبر تعديل قانوني حقق توافقا بين الاطار القانوني المصري والمعايير الدولية لحقوق الانسان في مجالات حقوق الطفل والحقوق المدنية وقانون العقوبات. والتي أعتبرها وسام على صدري