بيكوز اي كير_خاص_ عندما أدركت هي وزوجها أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المكتبات التي يمكن اصطحاب الأطفال إليها، ومع انتشار ظاهرة عدم القراءة بين الأطفال على الرغم من أهميتها لتنمية شخصية الطفل وخياله ومهاراته، أخذت على عاتقها وبمساعدة زوجها إقامة مكتبتهما الخاصة .. لتبدأ من هنا بداية المبادرة وقصة "نحن نحب القراءة" التي انتشرت داخل وخارج الأردن
الدكتورة رنا الدجاني والمتخصصة في بيولوجيا الخلية، قامت بتأسيس هذه المبادرة عام 2006 لإيجاد مجتمع يحب أن يقرأ في كل وقت ومكان ولإيجاد جيل يحب أن يقرأ من أجل المتعة، عبر تأسيس مكتبة في كل حي في الوطن العربي تخدم الأطفال ما بين 4-10 سنوات وذلك عن طريق تدريب متطوعين من نفس الحي على قراءة القصص بأسلوب جذاب للأطفال وتنظيمهم في شبكة للاستمرارية وتوفير الكتب المناسبة لعمر الأطفال
أما المكتبة فهي أي مكان موجود في الحي كالمسجد أو مراكز خدمة المجتمع يتم إدارته من قبل أشخاص هناك لتوفير وقراءة الكتب للأطفال بشكل منتظم
تقول الدجاني ل "لانني اهتم " إن إيجاد مكتبة في كل حي هو المفتاح لنجاح زراعة بذرة حب القراءة وذلك لسهولة الوصول إليها من قبل الأطفال و بلا تعب وبأنفسهم وهذا يعلمهم الاعتماد على النفس، كما أنّ مفهوم ودور المتطوعة يساعد في تمكين القراءة وتشجيعها على العمل التطوعي
وتضيف" لهذه المبادرة مخرجات ملموسة لتحويل جيل كامل من الأطفال إلى قُرّاء يحبون ويستمتعون ويحترمون الكتب، حيث سيكون أثرها على تنمية المجتمع لا محدود"
بعد أن لاقت المبادرة القبول في المجتمع قررت الدجاني بتأسيس منظمة تغيير لتكون المظلة التي تحتضن المبادرة، ومع قلة عدد الموظفين فيها ومحدودية الموارد إلاّ أن المبادرة استطاعت أن تكبر وتنمو أكثر فأكثر، حيث انطلقت العديد من البرامج التدريبية الهادفة لتعليم النساء فن القراءة بصوت عال للأطفال، ولتمكين المرأة من أخذ زمام القيادة في مجتمعها
كان للمبادرة الأثر الكبير وعلى نطاق واسع، حيث قامت بتدريب 3000 امرأة و تكوين 1500 مكتبة والتأثير ب 50,000 طفل مباشرة (60% إناث) و 100,000 طفل بطريقة غير مباشرة في الأردن، كما قامت بالعمل مع قطاعات حكومية وخاصة ومؤسسات المجتمع المدني وتطوير علاقات مع مختلف الجهات؛ فكان لها بصمتها في لبنان و مصر و السعودية و الإمارات و العراق و تونس و تركيا و تايلاند و المكسيك و ماليزيا و أوغندا و ألمانيا و أذربيجان
كما استطاعت المبادرة تحقيق الكثير من الإنجازات، ففي عام 2009 حصلت على جائزة سينرجوس للرياديين الاجتماعيين في العالم العربي، ونالت العضوية الفخرية لمبادرة كلنتون العالمية لعام 2010 حيث تعهدت المبادرة بفتح 100 مكتبة جديدة خلال السنوات الخمس القادمة
هذا بالإضافة إلى جائزة القمة العالمية للإبداع في التعليم لعام 2014، و جائزة من مكتبة الكونغرس لمحو الأمية، وشمول المبادرة في قاعدة بيانات قائمة اليونسكو 2013، وجائزة وسام الشرف الملك حسين 2014، وجائزة (أوبن أي دي إي أو)2015 لأفضل فكرة للتعليم للاجئين و جائزة Star Foundation 2015 واخرها جائزة UNESCO العالمية لمحو الامية ٢٠١٧
تقول الدجاني " تم اختيار منظمة نحن نحب القراءة و معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن تكون أحد المواضيع في كتاب الابتكار في التعليم في القمة العالمية للإبداع في التعليم في قطر من قبل الكاتب تشارلز ليبيتر حيث تم نشر الكتاب في عام 2012، و قمنا بتطوير 10 كتب للأطفال عن المحافظة على الطاقة و المياه و رمي النفايات"
وبحسب الدجاني فإن نموذج "نحن نحب القراءة" لم يكن يوماً خدمة فقط وتحتاج إلى دعم وإنما ما تقوم به المبادرة أكبر؛ فهي تساعد الكثيرين على اكتشاف قدراتهم وتمكينهم لإحداث التغيير في حياتهم الخاصة ومجتمعاتهم أيضاً
كما وأنه ومنذ انطلاق المبادرة تمّ تدريب مئات من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم، وتأسيس أكثر من 500 مكتبة، وتوزيع ما يزيد عن 200 ألف قصة من القصص التي تمّ اصدارها للأطفال وبما يتناسب مع فئاتهم العمرية
تقول الدجاني" انطلاقاً من أهمية القراءة في تغيير وإثراء الفكر وتغيير السلوك من خلال القصص، ونظراً لافتقار مكتباتنا لمحتوى عربي يتماشى مع حضارتنا وهويتنا العربية وواقع حياتنا الاجتماعية طورنا 10 قصص للأطفال للفئات العمرية ما بين 4-6 سنوات وأخرى للفئة ما بين 7-10 سنوات حول مواضيع البيئة وأخرى تتعلق بتوفير الكهرباء والماء بالإضافة إلى إدارة النفايات" ،
وتضيف " طورنا أيضا ٢٠ قصة عن ذوات الاحتياجات الخاصة ، العنف ، الجندرة ، اللاجئين والتواصل الاجتماعي "
وبعيداً عن البرامج الاجتماعية تعتبر الدجاني مؤسسة مركز خدمة التعلم في الجامعة الهاشمية وقد فازت مؤخراً في مبادرة نساء في العلوم في الشرق الأوسط لعام ٢٠١٥ من المكتب الإقليمي للبيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
كما أنها وضمن قائمة أقوى ١٠٠ عربي في العالم للعام ٢٠١٤ صنفت في فئة العباقرة، وفي قائمة أقوى ١٠٠ امرأة عربية في العالم للأعوام ما بين 2014 – 2017 حصلت على المركز ١٢، إضافة إلى اختيارها ضمن قائمة (20) عالمة مؤثرة على مستوى العالم الإسلامي
وكذلك هي الان في جامعة هارفرد استاذة زايرة " تكتب كتاب عن المراة ومعنى النجاح من وجهة نظرها كامراة عالمة مسلمة عربية لتساعد وتمكن النساء في العالم "
Comments