بيكوز اي كير _ قادها حلمها وشغفها بالعمل في مجال الإعلام إلى اكمال دراستها في هذا المجال حيث أنهت درجة الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث وهي الآن تستكمل درجة الدكتوراة في الإعلام - معهد الصحافة وعلوم الإخبار في جامعة منوبة في تونس.
الإعلامية الشابة الدكتورة رانيه عبدالقادر عبدالله قدمت العديد من أوراق العمل المتميزة ؛منها ما هو في مجال العنف الجامعي بعنوان "دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مواجهة العنف الجامعي والتعليم والحريات الأكاديمية (التعليم والميثاق الاجتماعي العربي)، كما شاركت في برنامج أكاديمية التربية الإعلامية والرقمية التدريبي في بيروت ٢٠١٦ في الجامعة اللبنانية الأمريكية، وحضرت العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل في (منتدى الفكر العربي، وجامعة اليرموك، وحضور إطلاق الاستراتيجية الإعلامية الأردنية 2012، المعهد الإعلامي الأردني، ومنتدى الإسكندرية للإعلام).
حظيت عبدالله بفرصة تدريب في مؤسسات إعلامية منها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، وإذاعة هوا عمان عبر إعداد وتقديم البرامج و تحرير الأخبار كما أنّ لها العديد من الكتابات والمشاركات الصحفية المكتوبة حول مكافحة الإرهاب والتطرف ودعم الشباب والثقافة الأمنية.
قدّمت عبدالله أطروحة ماجستير مميزة تعد الأولى في الأردن حيث كانت بعنوان" تحليل محتوى الحملات الدعائية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية " داعش" تويتر أنموذجاً، حيث تقول" بدأت بالتفكير بعنوان رسالتي هذه بعد أن تحول تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" في حربه الإلكترونية إلى استراتيجية مكشوفة، وذلك من خلال شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات التنظيم ، كخطوة فعالة في الحرب ضد الآخرين، لبسط نفوذه على الأرض، وتحوله إلى سيناريو يزعزع الاستقرار الإقليمي في المنطقة، بعد أن نجح في ترويجه الخطابي، والفكري عبر صناعة الدعاية الإعلامية، معتمدا سياسة إلكترونية تقوم على الدفع بمعلومات هائلة من حيث الإنتاج، والمحتوى؛ لجذب شريحة كبيرة من المتعاطفين معه من العديد من مناطق العالم، وحثهم على الجهاد؛ لقيام الدولة المزعومة".
وتضيف "من هنا جاءت فكرة هذه الدراسة لتحليل مضامين الخطاب في حملات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، للتعريف بسمات الخطاب الإعلامي-الدعائي للتنظيم، ومعرفة الأبعاد السياسية والدينية لخطابه وكيفية توظيفه للحملات الإعلامية-الدعائية مع الأحداث الجارية؛ لتحقيق أهدافه الاستراتيجية".
هدفت دراسة عبدالله إلى التعرف على مضمون الحملات الإعلامية - الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتعرف على الوسائط التي تحمل رسائل الحملات الإعلامية، وموضوعات الخطاب الدعائي، والأطر المرجعية له، والقوى الفاعلة فيه، وخصائص الجمهور المستهدف، والاستمالات الدعائية التي يستخدمها، إلى جانب الأهداف الظاهرة من الخطاب الدعائي للتنظيم.
وقد واجهت عبدالله صعوبات عدة أثناء إعدادها لتلك الدراسة وأبرزها صعوبة الوصول إلى مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم على تويتر بسبب حذفها من موقع يوتيوب، خصوصاً في الفترة التي جاءت بعد تفجيرات باريس 2015، واستكمالا لما قدمته في أطروحة الماجستير تعمل حالياً على إعداد أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراة حول تطور إعلام التنظيمات الجهادية "المتطرفة" من القاعدة إلى داعش.
وعن مسيرتها العملية تقول عبدالله "أعمل مساعدة باحث إعلامي واتصال في معهد الإعلام الأردني، وشاركت في تحليل مضمون لعدد من قضايا الرأي العام الأردني وتقديم توصيات من أجل المهنية الإعلامية، بالإضافة إلى مشاركتي في الإشراف والرصد الإعلامي خلال الانتخابات النيابية لعام 2013 وعام 2016".
وتضيف "خلال مسيرتي المهنية تمكنت من حضور مؤتمرات وندوات وورش عمل، وتقديم أوراق عمل متعددة في الجامعات والمراكز المحلية والإقليمية، كما حصلت على فرصة لتمثيل طلبة كلية الآداب والعلوم - جامعة البترا في مجلس الطلبة لدورتين متتاليتين".
واعتبرت عبدالله فترة دراستها في معهد الإعلام الأردني بمثابة التحدي لها؛ حيث تعلمت منها الكثير فيما يتعلق بالجانب التطبيقي أكثر من الجانب النظري في مجال الصحافة والإعلام الرقمي، كما أنها كانت فرصة لها للتعرف على الكثير من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية العربية منها والأجنبية، كما حظيت بفرصة للسفر إلى المملكة النرويجية في زيارة علمية بدعوة من معهد الصحافة النرويجي، والتعرف على أهم المؤسسات السيادية والإعلامية في أوسلو ودورها في تعزيز مفهوم الديمقراطية.
وبالنسبة للعمل في مجال الإعلام فلم يكن من السهل على عبدالله التنسيق ما بين العمل والدراسة ومسؤولية البيت والأبناء، حيث تقول " أبنتي الكبرى بنان طالبة في السنة الثالثة هندسة ميكاترونكس في تركيا، وابنتي الثانية آيه أنهت الثانوية العامة وتستعد لدخول الجامعة إن شاء الله، وابني الأصغر نبيل طالب في الصف الحادي عشر، ويحتاجون إلى المساعدة في كل خطواتهم وتحملوا الكثير معي فترة دراستي ولازالوا يتحملون، أحاول قدر المستطاع أن أضبط وقتي وعملي لتلبية جميع احتياجات الدراسة والبيت".
وتضيف" الحياة الإعلامية حياة مبدعة، خلاقة، تحمل هدفاً نبيلاً، وأجمل ما فيها هو مساعدة الآخرين، ونقل الوقائع وتقديم خدمة للناس والتأثير بهم في عالم اليوم الذي اختلطت فيه الحياة الإعلامية ودخلها كثير ممن أساءوا، لتحقيق أهدافهم ومآربهم الشخصية، والمادية، دون اعتبار لمصلحة الجمهور، وأهمية تحقيق الرسالة الإعلامية لهدفها السامي، أتمنى أن أكون علامة فارقة خاصة أنني أحمل أدوات استثمار العمل لصالح الناس".
وأكدت أنه يقع على عاتق الصحفي المبدع أن يلتزم بكافة معايير العمل المهني ضمن إطار مهني منضبط يحقق رسالة الإعلام السامية في نقل الحقيقة وخدمة الصالح العام والمجتمع.
وأوضحت أن الأردن يهتم بالطاقات الإعلامية والصحفية وذلك من خلال تزايد الاهتمام وفي الآونة الأخيرة بالتدريب الصحفي والإعلامي، مشيرة إلى وجود العديد من المؤسسات التي تقدم تدريبا إعلاميا تشمل المراكز التابعة لوسائل الاعلام العامة ومعاهد اكاديمية ومراكز تدريب تتبع لمؤسسات مدنية.
وتشير إلى أنه وعلى الرغم من المناقشات العديدة التي تشهدها وسائل الإعلام والمنابر العامة وأحيانا البرلمان حول مهنية الإعلام، إلا أنه لا توجد تقاليد بحثية تزود المهتمين وأصحاب المصلحة بمعلومات موثقة ودقيقة تهتم بتقييم آثار التدريب على الأداء الفردي للصحافين، ولا على أداء وسائل الإعلام، فضلاً عن ندرة البحوث المتخصصة في تقييم احتياجات التدريب الإعلامي .
ولفتت عبدالله إلى وجود مؤشرات واضحة على التشابه والتكرار في البرامج التدريبية وعدم وجود تنسيق بين الجهات التي تقدم التدريب وأحيانا قد لا يلبي التدريب الاحتياجات الفعلية للصافيين ولقطاع الإعلام، وأحيانا لا يستجيب للتطور السريع في تكنولوجيا الاتصال ما يؤكد الحاجة لضرورة لإجراء تقييم دوري للحاجات التدريبية للإعلاميين والصحفيين.
ودعت إلى ضرورة التركيز على برامج تدريبية عدة في مجال "صحافة البيانات، والإعلام المتخصص، ومهارات البحث وجمع المعلومات والتحقق في البيئة الإعلامية الرقمية، والصحفي التلفزيوني الشامل، والتدريب على رواية القصة الاخبارية التلفزيونية والإذاعية، إضافة إلى مجال صحافة الفيديو والموبايل، والصحافة الاستقصائية، وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وتغطية الحروب، وتغطية الشؤون الإنسانية.
وبيّنت أنّ إصلاح التشريعات الإعلامية، والتشريعات الأخرى ذات الصلة بالحريات العامة تعد الأساس في إصلاح الإعلام الأردني، إلى جانب تطوير المهنية وهي البيئة التي تفتح المجال أمام تحسين أداء الإعلام وبناء الثقة بالحرية الإعلامية، وفي توفير بيئة ملائمة لإصلاح النظام الإعلامي بشكل عام، لتحقيق مصلحة المجتمع.
وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من أن الأردن يحظى ببيئة ملائمة لازدهار الحريات الإعلامية أكثر من دول الجوار العربية المحيطة به، حيث تتوفر بيئة أكثر تسامحًا سياسيًا واجتماعيًا، والدستور والقوانين الأردنية تحمي وسائل الإعلام، والإعلاميين إلى حد ما مقارنة مع دول الجوار، إلا أن البيئة التي تعمل فيها وسائل الإعلام الأردنية بعد الربيع العربي شهدت تحولات في معظمها ساهمت في استمرار قيود تقليدية مورست على الإعلام، وجاءت بقيود جديدة.
ولفتت عبدالله إلى دور الجامعات ومستوى تعليم الإعلام والصحافة فيها حيث اعتبرت التعليم بمثابة الأساس قبل مزاولة المهنة، مشيرة إلى أنّ قلة الجانب التطبيقي في مساقات العملية التعليمية لا يساعد بشكل جيد في رفع سوية مهنية الإعلام في الأردن، حيث أنه عندما يتوفر الجانب التطبيقي يكون أفضل، لكن عدم توفر الإمكانيات المادية من استوديوهات الديجيتال وصالات تحرير متخصصة ومتطورة وصالات النشر الإلكتروني في كليات الإعلام، وبالإضافة إلى إمكانية التدريب في المؤسسات الإعلامية ومع أنه يتم في بعض الأحيان إلا أنه غير كافي من حيث مدة التدريب في المؤسسات الإعلامية والصحفية .
وأشارت إلى حالات الإحباط التي تصيب خريجي الإعلام والصحافة من تزايد الاستعانة بغير دارسي الإعلام في العمل بالمجال الإعلامي ، حيث أكدت على ضرورة إعطاء أولوية أمام دارسي الإعلام في المؤسسات الصحفية والإعلامية أو تحديد نسبة للعاملين من الكادر الإعلامي من خريجي الصحافة والإعلام 90% وغير الدراسين أو الحالات الموهوبة من دارسي التخصصات الأخرى بنسبة 10% مثلا، وهو حال معظم الدول العربية ليس فقط الأردن.
وحول أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل المرأة في مجال الإعلام تقول عبدالله "لازالت مجتمعاتنا العربية تقلل من شأن عمل المرأة وتحد من نشاطها في بعض الأحيان تحت ذريعة عدم القدرة والضعف ومسؤوليات الأسرة، إلا أن ذلك غير صحيح فهي قادرة على إنجاز وتحقيق الكثير في العمل في وسائل الإعلام ( المقروءة والمسموعة والمرئية) وهناك أمثلة كثيرة على نجاحها وتفوقها على الرجل في جميع الأدوار".
وتضيف " هناك تحديات ثقافية واجتماعية وأخرى تتعلق بالدور الجندري التقليدي للمرأة، وتحديات سياسية واقتصادية وقانونية تمس في جزء كبير منها الإطار القانوني لتكريس عمل المرأة الإعلامي، فلا يمكن أن يكون الحديث عن علاقة الإعلام بموضوع المرأة مجرد حديث عن تقنية التواصل وارتباطها بمسألة إدماج النوع الاجتماعي في التنمية، بقدر ما هو مسألة شائكة تتعلق بمنظور فكري وسياسي تحمله وسائل الإعلام، وتروجه داخل المجتمع انطلاقا من خلفيات ثقافية وتصور للنظام الاجتماعي متجاهلاً إنجازات بعض النساء في مجالات التعليم والعمل والإبداع الفكري والفني والإعلامي ".
وعن مشاريعها وخططها المستقبلية تقول عبدالله " أهم مشروع حالياً مساعدة أبنائي لتحقيق أحلامهم الدراسية وإنهاء دراستي الدكتوراة، وتعزيز وتنمية مهاراتي في عملي الذي أحب "البحث العلمي" الذي يحتاج الكثير مني وأطمح في أن أعمل في المجال الأكاديمي لتحقيق طموحي، وأن أكون عنصراً فاعلاً في المجتمع وأغير الصورة النمطية عن دور المرأة في المجتمع، ولا أجد كلمة مستحيل أو صعب في حياتي، وطموحي لا يعرف حدود ".