بقلم #علا_الشربجي
لم أكن يوماً مهتمة لأكتب عن ذلك القصور والعجز الذي تعاني منه النساء العربيات في المجتمع العربي ، أو لأرفع شعار النسوية ، ليس لعدم إيماني بقدرة المرأه ، بل لإيماني ان الدفاع يولد الطعن في الحقوق ، وإيماني بعدم قدرة المجتمع الذكوري على الإقرار والإعتراف بقدرة المرأه على القيادة ، وترأس هرم السلطة ، بل قد تتفوق قدراتها لتصل الى مرحلة صنع القرار .
( خلت قوائم طلبات الترشح لرؤساء البلديات في جميع المحافظات الأردنية من النساء ) ، هذا العنوان الذي أثار ثورة الكلمات في قلمي ، فلم تكن ثورة مقالتي هذه للمطالبة بالمشاركة ، وانما لتلك القرارات المشلولة نحو القيادة التامة وبصفة مطلقة .
اذاً لماذا تجرؤ تلك المرأة على التقدم للصف الثاني وتهاب الصف الاول راضية بالظل ؟!.
هل هو عدم قدرتها على إتخاذ وإصدار القرارات وتحمل النتائج ؟!.
أم انها تخشى مواجهة ذلك الدور الذكوري المتستر في غيرة بعض الرجال من نجاح المرأه ؟!.
ام تخشى تحول مثيلاتها من النساء إلى أعداء لها بسبب تقدمها ونجاحها ؟!.
في إحدى الصالونات النسائية دار نقاش بين مجموعة نساء يردن انشاء جمعية بسيطة ، وكانت فرصة قانصة لي لأتعرف على اسرار النساء الداخلية تجاه بعضهن ، كان جل اهتمامهن من يترأسهن ؟، فتلك تغار من جمال الشقراء ، وتلك تحسد السمراء على زوجها ، وكانت النتيجة الحتمية موت الجمعية قبل أن تولد !.
في الحقيقة لم تكن النتائج هي من تشكل الأولوية عندهن ، بل كانت الاولوية فرصة اظهار الذات بين بعضهن البعض ، فرصة اضاعها منها وجودها في مجتمع ذكوري ، واليوم تتراجع تلك المرأة عن دور اظهار "الانا " ليس نكراناً للذات ، انما خشية الانتقاد والمواجهة مع الذكر ، في مجتمع رضيت بأن يقوده الذكر بنفسه وبفكره بشكل لا متناهي .
ما الذي ينقصنا نحن النساء ؟.
انها تلك القدرة على التمييز بين ذكورية الرجل وبين مواقف الذكر الرجولية ، لتستطيع المرأة ان تنبهر بفكر الرجل قبل طوله او عرضه .!
انها القدرة لان تمارس فكرها دون الاستعانة بمقومات الاثونة ، او ممارسة الفكر بنديّة للطرف الآخر ، والتجرد من مسميات انت ذكر وانا أنثى ، رافضة تلك المقولة الغبيه " يثرثر مثل النساء " ، على اساس ان صفة الثرثرة للمرأه ، وانها "اخت رجال " على اساس ان هوية الرجولة هو الذكر وليس الموقف بحد ذاته !.
لماذا هي نائب ولم تكن يوما رئيسة برلمان ؟.
لماذا هي وزيرة ولم تكن يوما رئيسة وزراء ؟.
لماذا هي عضو بمجلس البلدية لا رئيسة للبلدية ؟.
اذاً القضية ليست شهادة او قوة ، انما هي القدرة على ايجاد مكان تتخلى فيه المرأة عن انوثتها دون المس بقواعد الحياة او الدين ، وان يتخلى الرجل عن ذكوريته دون المساس بقواعد الرجولة ، وان ينظر الى كلماتها وليس الى شفتاها !.
Comments