بيكوز أي كير _ استطاعت الشابة الاردنية ناهده الحوراني تخطي الكثير من الحواجز في حياتها العلمية والعملية فهي أصبحت وعن جدارة بمثابة حلقة الوصل بين العائلات العربية في ألمانيا ومنظمات المجتمع المدني هناك.
تعلمت اللغة الألمانية والتي هي بحد ذاتها تحدٍ كبير كونها لغة صعبة، حيث انتقلت للعيش في ألمانيا وعملت بداية هناك كمرشدة تربوية لتنتقل بعد ذلك للعمل في منظمة خاصة.
تقول الحوراني" كنت حلقة الوصل بين العائلات العربية بشكل خاص ومنظمات المجتمع المدني لأن العائلات العربية تعاني من عدم فهمها من قبل هذه المنظمات لأسباب ثقافية ودينية واجتماعية لذلك كان دوري توضيح وتبرير سلوك هذه العائلات أو سلوك أبنائها".
وتضيف" كما أن عملي كان يركز على تقريب وجهات النظر وحثّ العائلات العربية على الاندماج، حيث كنت حريصة جداً على أن لا ينصهر العرب في المجتمع الالماني، فالاندماج لا يعني الانصهار، إذ لنا ثقافة نعتز بها كثيرا".
وأوضحت أنها كانت تمثل المنظمة في دائرة الشباب والطفولة وهي تعد من أهم دوائر أي بلدية في ألمانيا ، كما قامت بالاشتراك بعدد كبير من الدورات التعليمية والتي صقلت معرفتها.
وأشارت حوراني أنها ونتيجة لأدائها الحرفي تمكنت بعد سنوات قليلة من كسب ثقة الغالبية الساحقة من العاملين في دائرة الشباب والطفولة في ثلاث بلديات والتي كانت تمارس عملها بهن، إذ كانوا يلجؤون إلى المنظمة للتعامل مع العائلات العربية بشكل خاص.
تقول الحوراني" رغم نجاحاتي في هذه المنظمة إلا أنني لم أكن أرى نفسي في السنوات القادمة في هذا العمل لذلك قمت بالتقدم لوظيفة مباشرة في الدولة في مجال العمل والرعاية التربوية والعائلية والحمدلله حصلت عليها لأكون أول امرأة عربية تعمل في مؤسسة من مؤسسات الدولة في هذا المجال، إلاّ أن الجزء الاكبر من عملي الآن مع العائلات الألمانية".
وحول الاختلاف بين التجربتين الأردنية والأمانية في مجال البيئة التعليمية أوضحت الحوراني أن هناك فروق بين التجربتين؛ حيث يخضع الطفل قبل أن يدخل الصف الأول لفحص لمعرفة قدراته الاستيعابية وتركيزه، كذلك يتم فحص قدراته الجسمية لمعرفة اذا كان مؤهل للمدرسة أم لا.
وأشارت إلى أن جميع المدارس في المانيا لديها مشرف تربوي واجتماعي يقوم بحل مشاكل الطلاب الذين يكون سلوكهم غير مقبول، كما ويعمل مع أولياء أمور الطلاب على الموضوع ذاته.
ولفتت الحوراني إلى أن هناك دائرة متخصصة بالوضع النفسي للطلاب عند الحاجة تعمل على فحص ذكاء الطالب والنظر فيما إذا كان بحاجة لمعالجة نفسية أو اذا كان يعاني من مشكلة مستعصية في فهم مادتي الرياضات والألماني أو أحدهما حيث يتلقى الطالب عندها Therapy ليستطيع التعامل مع هاتين المادتين.
وحول أبرز الدورات التدريبية التي حصلت عليها الحوراني فهي تمثلت في حماية الطفل من العنف بكافة أشكاله، والتعامل مع الأطفال والشباب دون سن الثامنة عشرة الذين يكون ذويهم مرضى نفسيين، والتعامل مع الأطفال والشباب دون سن الثامنة عشره الذين يكون ذويهم مدمنين(كحول، مخدرات، قمار).
هذا بالإضافة إلى تلقيها دورة في التعامل مع الشباب العدائيين دون سن الثامنة عشرة، وطريقة تقديم النصح والارشاد، والإدارة والقيادة، فضلاً عن العديد من الدورات القصيرة المتعلقة بسلوك الأطفال والشباب دون سن الثامنة عشرة.
وعن كونها أول إمرأة عربية في برلين تعمل في مجال العمل الاجتماعي والإرشاد التربوي في مؤسسه وطنيه بدولة ألمانيا تقول الحوراني " أشعر بالفخر والاعتزاز بالبداية لأنني أول امرأة عربية تعمل مع الدولة في هذا المجال، حيث أحاول جاهدة أن أقدّم صورة صحيحة عن المرأة العربية؛ لأن الغرب يحمل صورة نمطية خاطئة عن المرأة العربية بأنها ضعيفة ولا تملك المقدرة على اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتها وأنها ومغلوبة على أمرها".
وتضيف "هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للكثير من الألمان وأنا في نقاش مستمر معهم ،أعطيهم الكثير من الأمثلة عن نساء عربيات فاعلات في مجتمعهن، وأن وجودي في هذا العمل هو أكبر دليل على أن المرأة العربية هي امرأة فاعلة إذا أتيحت لها الفرصة".
وأوضحت أنه ومن خلال عملها أصبحت قادرة على ايصال صوت المرأة العربية كما أن العمل زادها ثقة بأدواتها وحرفيتها من جانب ومن جانب آخر دفعها بشكل مستمر لتعلّم كل ما هو جديد في مجال الرعاية التربوية والارشادية.
وحول المرأة العربية في ألمانيا وقدرتها على العمل والاندماج هناك أكدت الحوراني على أنّ نشاط وعمل المرأة العربية ما زال محدودا وغير مرضي.
وتقول" اعتقد أن صعوبة اللغة تلعب دوراً في هذا المجال واعتقد وهذا رأيي الشخصي بأن المشكلة تكمن في عدم الاندماج الصحي والصحيح، إذ أن الكثير من العرب لا يعرفون كيف يفكر الألمان وكيفية التعامل معهم لذلك هناك هاجس لدى المرأة العربية بأن الألمان لديهم أحكام مسبقة عنهن لذلك ليس لهن فرصة في العمل مع الألمان لكن على المرأة العربية أّن تكسر هذا الحاجز وتثبت العكس وتسمعهم وجهة نظرها".
وحول طموحاتها المستقبلية تقول الحوراني أنها وخلال الفترة القادمة ستقوم بالاشتراك بعدد كبير من الدورات التدريبة وأهمها المعالجة النفسية للعائلة والأطفال كما أنها ستكثف مشاركاتها في اجتماعات المجتمع المدني ليكون للمرأة العربية في ألمانيا صوت، إذ أسعى إلى أن أتمكن من حضور اجتماعات بلديات أخرى هناك ليكون للمرأة العربية صوت في كل بلدية.
Comments