عمّان بيت صغير بسبعة طوابق، متكافئة في العلو، تتزاحم على حمل الشمس في الخامسة صباحاً، حين تكون برتقالة حمراء، تسقط على حجارة المدرَّج الباردة، تمنحها الدفء، وتعلن الحياة التي غفت في العاشرة مساء، على كتف بائع العصير.
عمّان أيضاً بيت كبير بسبعة طوابق، لا أبواب لها، وغرفها كفوف مفتوحة للمتعبين والمتربين، ومنْ أوصد الزمان في وجههم الجهات، وترك لهم الشرق مدينة مشمسة مساء وصباحاً، تكللهم بالضوء الذي خفُت على وجوههم، وتدفعهم إلى شوط إضافي من الحياة.
عمّان المرأة التي لا تحبها من أول نظرة! تشغلكَ زماناً بسرِّها، وعندما تقترب من اكتشاف كنهه، يكون قبلكَ تورَّط فيها، فتحبُّها بوضوحها وغموضها. تؤوب إليها من سفر، قريب أو بعيد، لتكتشف أنَّها تخرج من الحقيبة، وأنكَ غادرتها، ولم تغادركَ.