بيكوز اي كير _ بالتحدي والإصرار استطاعت السيدة صفاء سكرية من مدينة اربد كسر حاجز ثقافة العيب واتقان مهنة لها الطابع الذكوري بعد أن تقطعت بها السبل في الحصول على وظيفة.
سكرية والتي تحمل درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة تعمل في مهنة السباكة، إذ قامت بتأسيس وترخيص شركة صيانة عامة كادرها من السيدات للعمل في كل ما يتعلق بالصيانة العامة كتنظيف خزانات المياه وتركيب الفلاتر وصيانتها، إضافة إلى تركيب المغاسل وغيرها.
تقول سكرية أنها وبعد التخرج لم تجد فرصة للعمل في تخصصها فاتجهت نحو تعلّم بعض المهن كالخياطة والتجميل والاكسسوارات إلا أنها لم تحظ بالوظيفة كون تلك المهن تقليدية ومنتشرة بين الفتيات، مما دفعها نحو تعلم مهنة جديدة في أحد مراكز التدريب المهني ألا وهي السباكة (الصيانة الصحية).
وأوضحت أنّها كانت تعاني من صعوبة إحضار (سبّاك) لمنزلها لإجراء بعض التصليحات كون زوجها يعمل خارج المملكة الأمر الذي زاد من ثقتها وعزيمتها في تعّلم هذه المهنة والإصرار عليها.
وتؤكد سكرية أنها استطاعت اتقان المهنة بجدارة، إذ قامت في بداية مسيرتها تطبيق ما تعلمته مجاناً في عدد من المراكز حيث لاقت الاستحسان والتشجيع على الاستمرار كون عملها يتميّز بالاحترافية وبالفعل أسست سكرية شركة صيانة عامة مع سيدات أخريات وبعد نجاحات كثيرة قامت منظمة دولية بنقل تجربتها إلى ألمانيا عبر نشر أفلام وثائقية عنها.
وحول الصعوبات والتحديات بيّنت أن معظمها كان يتعلق بنظرة المجتمع والتشكيك بقدرة السيدة على انجاز العمل إضافة إلى الانتقادات الكثيرة التي كانت من قبل رجال من ذات المهنة وأيضاً من السيدات اللواتي اعتقدن أنّ هذه المهنة ذكورية فقط، إلاّ أنها لم تكترث لما قيل وتابعت مسيرتها ونجاحها.
أما المواقف التي تعرضت لها في بداية عملها تقول سكرية "كان العديد من الزبائن يؤخر دفع ثمن أجرتي بعد إنجاز العمل لحين تجربة ما تمّ تصليحه لمدة أسبوع لشكّهم في مقدرتي على الصيانة ، ومع ذلك كنت أوافق لإيماني بمهارتي وقدرتي على الانجاز.. وكنت بالفعل أنجح حتى أصبحت مطلوبة بكثرة من قبل السيدات في اربد".
وختاماً أكدت سكرية على أنها حالياً تقوم بتدريب 25 سيدة على مهنة السباكة وأغلبهن يحملن الدرجة الجامعية الأولى حيث استفاد منهن من التدريب في عمل صيانة لمنازلهن، في حين امتهن عدد منهم هذه المهنة كفرصة عمل في ظل ازدياد البطالة وعدم توفر فرص عمل للسيدات.
Comments