شهد العالم خلال العقود الأخيرة تحوّلًا جوهريًا في نظرة المجتمعات لدور المرأة، لا سيّما في ميدان الأعمال والاقتصاد. لقد أثبتت المرأة أنها ليست فقط قادرة على دخول عالم الأعمال، بل على قيادته وابتكار حلول مستدامة تعزز من استقرار المجتمعات وازدهارها.
في الوقت الحالي، أصبحت المرأة شريكًا رئيسيًا في صياغة مستقبل الأعمال، حيث نراها في مواقع صنع القرار، وفي قيادة فرق العمل، وفي تأسيس شركات ناشئة ذات تأثير محلي وعالمي. من خلال مهاراتها المتنوعة، من التفكير الاستراتيجي إلى التواصل الفعّال، تقدم المرأة قيمة مضافة في جميع مستويات العمل المؤسسي.
إن تمكين المرأة اقتصاديًا لا يسهم فقط في رفع الناتج المحلي للدول، بل يعزز من التوازن المؤسسي من خلال التنوع في وجهات النظر، وخلق بيئة عمل أكثر شمولية ومرونة. وقد أظهرت دراسات متعددة أن الشركات التي تتمتع بقيادات نسائية متنوعة تحقق أداء مالي أعلى، وتكون أكثر قدرة على الابتكار والتكيف مع التغيرات المتسارعة.
كما أن حضور المرأة في بيئة العمل يساهم في كسر الصور النمطية، ويلهم الأجيال الصاعدة لتوسيع آفاقها وطموحاتها. ومع ازدياد التوجه العالمي نحو الاقتصاد الرقمي والابتكار، أصبح من الضروري إتاحة الفرص المتساوية للمرأة وتمكينها من الوصول إلى الموارد، والتدريب، والشبكات المهنية التي تتيح لها النجاح.
تحقيق التوازن في عالم الأعمال لا يعني فقط عدالة الفرص، بل هو ركيزة أساسية لبناء اقتصاد متماسك ومجتمع متوازن، يعكس الطاقات الكامنة لدى جميع أفراده. لذلك، فإن دعم المرأة اليوم هو استثمار في مستقبل أكثر تنوعًا، إنصافًا، وابتكارًا.
ريناد حمود
Comments