بيكوز أي كير_ الثامن من اذار ليس يوما واحدا للمراه وليس احتفالا كرنفالها ياتي من باب البذخ في هذا العصر كما يعتقد البعض
تحتفل به الكثير من بلدان العالم بغض النظر عن اي تقسيمات جغرافيه او ديمغرافية بل هو إرث تاريخي نضالي شاركت بصنعه كل المناضلات في أنحاء العالم
نعم صحيح ان هذا الاحتفال جاء نتيجه حتميه لنضال جمعي مشترك بدا عندما تظاهرت النساء العاملات في مصانع الغزل والنسيج في نيويورك احتجاجا على ظروف العمل من حيث الأجر المتدني وساعات العمل الطويله
ومن ثم تلى هذه الاحتجاجات تظاهرات في روسيا حيث خرجت النساء الروسيات في تظاهره اخرى تحت شعار من اجل الخير والسلام وبعد اربعه ايام نازل القيصر ومنح الحكومه المؤقته للمراه الحق في التصويت
وفي عام ١٩٧٥ تم اعتماد الثامن من اذار من قبل الأمم المتحده يوما عالميا للمراه
والان وبعد حوالي اربع واربعين عاما على إقرار هذا اليوم يوما للمراه في العالم اصبح لهذا اليوم بعدا نضاليا يتمثل بالثوره ضد الظلم والاستعباد وضد اي انتهاك لحقوق النساء بالاضافه الى بعد اخر وهو بعدا انسانيا تراكميا مستمرا على مدى سنوات طويله في كل بلدان العالم
اما بالنسبه لما يمثله هذا اليوم بالنسبه للنساء في الاردن فهو ايضا ارث تاريخي ونضالي ساهمت المراه الاردنيه بشكل قوي من خلال معارك نضاليه قمن بها رائدات في العمل النسوي واذكر منهن املي بشارات وسلوى زيادين والكثير من المناضلات اللواتي قدن معركه التحرر وحققن الكثير من الانجازات منها حق التصويت في الانتخابات ومن ثم استمر النضال واستمرت الحركه النسويه في الاردن للمطالبه بحقوق النساء ومن اخر الانجازات التي حققتها الحركه النسويه في الاردن ومنظماتها النسويه الرائده التي لها تاريخ طويل منذ عام ١٩٧٤ هي مؤسسه اتحاد المراه الاردنيه حيث حققت انجازا عظيما بالتحالف مع مؤسسات حقيقيه اخرى هو تعديل الماده ٣٠٨ من قانون العقوبات وهو زواج المغتصب من المغتصبه يمنع العقوبه عن الجاني وهذا التعديل لم ياتي في يوم وليله بل نضال طويل امتد سبع سنوات من الاحتجاجات وتقديم المذكرات لمجالس النواب المتعاقبه وحوار مع الحكومات والمجتمع
وايضا هناك انجاز اخر وان كنا غير راضيين عنه تماما هو منح ابناء الاردنيات المتزوجات من غير الجنسيه الاردنيه مزايا خدماتيه مثل الصحه والتعليم وان كنا نطالب بمنح الام الجنسيه لأولادها أسوه بالرجل الذي يمنح زوجته الأجنبية الجنسيه الاردنيه انطلاقا من الماده السادسه من الدستور
ومازالت الحركه النسويه تؤكد على كثير من الثوابت والمطالب التاليه
اولا
ان معركه التحرر التي تقودها النساء في هذا الوطن هي معركه تحرر شامله ضد الاستعباد والظلم وضد مأمن شأنه ان يحصر المراه في اطار تميزي ثانوي بعيد كل البعد عن المشاركه في التنميه سواء كانت اقتصاديه او سياسيه او اجتماعيه
ثانيا
ان معركه تحرر المراه ونضالها من اجل الدفاع عن حقوقها ومكتسباتها هي جزء من معركه التحرر الوطني ضد نهج التبعيه سواء كانت اقتصاديه او سياسيه فهي الركيزة الاساسيه للحفاظ على استقلاليه الاردن وضمان استقراره وبالتالي استقرار الوطن العربي باكمله
ثالثا
نؤكد على مشاركه المرأه في الحياه السياسيه وضمان حصولها على مواقع صنع القرار وسيتم تكريس هذا المبدا من خلال قانون انتخاب عادل بعتبر الوطن وحده واحده بعيدا عن التقسيمات الجغرافيه ونظام المحاصصه والكوتات
وهذا يتأتى عن طريق قانون احزاب قوي يتيح للمرأه المشاركه في الاحزاب مشاركه فعليه ضمن اطار برامجي الذي من شانه ان يسمح للمراه بالترشح ضمن قانون النسبيه المغلقه ويكون ترتيبها في القائمه الثاني او الثالث لضمان حصولها على مقعد في مجلس النواب بالتنافس وإلغاء الكوتا
رابعا نؤكد على مبدا المساواه والعداله وتكافؤ الفرص واعتبار الكفاءه والخبره هي المعيار الاساسي في قانون العمل ونظام الخدمه المدنيه والتعيينات في وظائف الدوله والمناصب العليا
خامسا
نؤكد على ضروره تعديل قانون الاحوال الشخصيه بما يحقق العداله والاستقرار الاسري وضمان حقوق الطفل ويؤكد على الحضانه المشتركه للاب والام بنفس المستوى
ومن ثم الغاء الاستثناء فيما يتعلق بسن الزواج والإبقاء على سن الثامنه عشر هو سن الزواج استنادا الى ان حق التصويت والانتخاب هو سن الثامنه عشر
فهل يعقل ان نسمح للزواج بسن السادسه عشرا ومعظم القوانين تعتبر سن الثامنه عشر هو سن البلوغ والنضج
سادسا
نؤكد على ايجاد حلول واقعيه للفقر والبطاله وان الاسره الاردنيه هي اسره تعتمد في دخلها على الرجل والمراه على حد سواء ومن اجل ان تساهم المراه في حل مشكله الفقر وتدني مستوى الدخل لجات النساء الى الاقتراض من مؤسسات تمويله تهدف في أجنداتها الى تدمير الاسره من خلال إغرائها بقروض بدون ضمانات حيث لجات المراه لها ربما كي تدفع اقساط الجامعه لابنائها وربما من اجل عمل مشروع صغير لعله يساهم في دخل الاسره ونظرا لارتفاع الاسعار والحاله الاقتصاديه والظروف المعيشية التي تواجهها المراه اصبحت فير قادره على سداد هذه القروض فتم زجها بالسجون وهذا بالتالي انعكس سلبيا على بنيه الاسره الاجتماعيه فانتشرت المخدرات والدعاره والجرائم الالكترونيه التي تقع ضحيتها النساء
ولهذا لابد من دعم هولاء النساء من خلال المشاركه في التنميه وخلق فرص عمل لهن
واخيرا اوكد على ان الثامن من اذار هو يوم لانطلاقه جد الاردنيه للمشاركه وتحقيق المزيد من الاهداف التي نصبو اليها جميعا من اجل ان يبقى الاردن مستقلا حرا وديمقراطيا يتمتع مواطنوه بالحريه والعداله ومستقبل زاهر لأجيال قادمه
Comments