بيكوز أي كير_ حول موضوع ( تقرير التنمية الثّقافيّة العربيّة العاشر) والصادر عن مُؤسسة الفِكر العربي ، حيث عُقدت ندوة لمناقشة التّقرير بالأمس في مؤسسّة شومان تقول نتائِج التقرير أن مساهمة المرأة العربيّة في الأبحاث العلميّة (وهم يقصِدون العلوم البحتة) ضعيف جدا
وهذه نتيجة طبيعيّة لم تُفاجئني ، حيث تتجه النّساء العربيّات عموما نحو العلوم الإنسانيّة ، والسّبب برأيي أن الثّقافة والقيم التي نشأت عليها المرأة منذ الصّغر تقول بأن العِلم البحت من اهتِمام الذّكور لأن الرّجل بطبيعته (البيولوجية ) والعقليّة لديه امكانيّات ذكاء تؤهّله للنّجاح في هذا النوع من العلوم
طبعا هذا ليس صحيح علميا ، لكن ما يحدث في الواقِع أن رغبة (العقل الذّكوري) الّذي يحكُم الإناث في المجتمعات العربيّة ، والّذي تتبناه المرأة مثلما يتبنّاه الرّجل يُفضّل إبعاد اهتِمام الفتيات عن هذه العلوم الّتي تحتاج لسنوات طويلة من الدّراسة ، الأمر الّذي قد يُزيح اهتِمامها عن موضوع الزّواج والإنجاب؛ الهدف الأسمى الّذي تترجّاه المجتمعات العربيّة من بناتها
فيتمّ توجيه البنات لتخصّصات (خفيفة) لا تحتاج لوقت وجهد ، ولا تتطلّب في - حال النزول لسوق العمل - غيابا طويلا للفتاة عن بيتها أو سفرا أو حتّى اختِلاطا بعالم الرّجال
ونحن نعرِف أن العلوم العلميّة الصّرفة هي علوم (رجّاليّة) خصوصا في العالم العربي. ولذلك كانت نسبة النّساء المُشتغِلات في العلوم الإنسانيّة أعلى ، وهذا أيضا يرتبِط بموضوع (إنتاج المعرِفة) حيث يتفوّق فيه الذّكور على الإناث ، وأنا أعزي هذه النتيجة لنفس السبب الثّقافة الذّكوريّة السّائدة
تقرير رائِع ، ودقّة مُدهِشة ، وجهود صادِقة ومنهجيّة علميّة ، لكن علينا أن نهتمّ (فيما يتعلّق بالمرأة العربيّة خصوصا) علينا أن نهتمّ بالثّقافة السّائِدة، فهي أحد أهمّ مُعيقات ضعف تواجد المرأة على السّاحة المعرفيّة والعمليّة ، وحتّى في إنتاج المعرِفة
Comments