بيكوز أي كير_ فاتن سلمان _ " ما بتعتقدي انه صار لازم تقطعي الشارع " جملة استفهامية وترغيبيه في آن معا، خاطب بها عميد الصحفيين الاردنيين الراحل محمود الكايد العشرينية " كارولين فرج "نهايات الثمانينات من القرن الماضي ، لكنها فرصة كفيلة بانطلاق نجمة اعلامية في عالم الصحافة الورقية التي كانت تتسيد المشهد الاعلامي الاردني آنذاك وحتى سنوات اعقبت قبل ان تدخل في صراعات اثار الاعلام الجديد
كانت كارولين وقتها تعمل في صحيفة صوت الشعب اليومية، التي وان كانت ليست واسعة الانتشار بالقياس للصحف الاردنية السباقة في المجال وأبرزها "الرأي" الا ان رصد المؤسسات الصحفية لاداء الاخرين والبحث عن المهنية لربما هو من قاد محمود الكايد لدعوة كارولين لقطع الشارع بعد ان كانت تعمل بمجال اعداد التحقيقات الصحفية
في الراي كان للانطلاقة طعم آخر وساعد زخم الاحداث السياسية من جهة والتمكن المهني واللغوي بلغة ثانية هي الانجليزية ان حظيت بفرصة تغطية ابرز حدث عالمي آنذاك وتمثل بمفاوضات السلام، التي حظيت كارولين بسبق تاريخي في الحصول على أجندة المحادثات بين الجانبين الأردني والإسرائيلي، والذي لا يزال يشار اليه في العديد من الكتب والأبحاث العالمية عن السلام
حظيت كارولين بفرصة عز نظيرها لصحفي او صحفية ببدايات الطريق لكن المهنية تفرض نفسها في وقائع واحداث كثيرة، فكان لها ان سميت مراسلة القصر، وهي فرصة اسهمت في توسيع مداركها من جهة وبناء شكبة علاقاتها القوية من جهة اخرى وتوسيع الادراك السياسي والعمل القيادي الذي توافر لها بحكم وجودها الى جوار صانع القرار، جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، ما اتاح لها مخزونا أرشيفي من المعلومات، وعظم قدرتها على التحليل ومكنها مهنيا في مختلف جوانب العمل
وتستذكر جوانب الدعم التي كان يحظى بها صحفيو الراي من عميدهم الراحل الكايد الذي لم تسجل له أي حالة تهاون او تدخل من خارج المؤسسة بعمل صحفييها فكان بمهنيته المناصرة لهم ما دام عنوانهم واداؤهم غايته الحقيقة ولا شيء غيرها،وترى ان هذه الفرص والتهيئة الملائمة كانت حجرا اساسيا في تعزيز المهنية المحلية التي شكلت منطلقا لها نحو العالمية،خصوصا في شبكة CNN
وتقر كاورلين بالفضل وترده لاصحابه في مجال المهنة فهي لا تنسى رعيلا عملت معه وتصف بعض شخوصه بالمعلمين الذين أسهموا في صقل مهنيتها فهي تستذكر الصحفي احمد سلامة، والمصور يوسف العلان، وعبد الوهاب زغيلات، وتعزو لسلامة فضل اصطحابها لجولات المحافظات في فترة ما قبل استعادة الحياة الديمقراطية بقليل، حيث شهد الاردن وفي معان بذرة الحراك الاولى التي طالبت باستعادة الحياة الديمقراطية ، وشكلت تلك المرحلة لها تحديا اعلاميا صعوبته تكمن في كيفية تحقيق قفزة نحو نشر ما كان في عداد المحظورات اعلاميا في الاردن حتى وقت قصير
ترى فرج ان الحريات الصحفية لا يمكن التعاطي معها وفق معادلة طرفية احادية وانما متعددة الاطراف، ففيما المعلومات حق شرعي لكل انسان على الكرة الارضية ففي الجانب الاخر المهنية والموضوعية والصدقية متطلب اساسي لاحداث التوازن والعلاقة بين ناقل المعلومات او من يتولى تحليلها او ابداء وجهة النظر حولها والجمهور الملتقي ، من هنا تبرز الصعوبة في تحقيق مصطلح الحرية المسؤولة التي تحتكم الى معلومات ونقلها كحقيقة مجردة بعيدا عن الاهواء والغايات والاصرار على نقلها بصرف النظر عن سقف الحرية السائد صعودا او هبوطا
ولكارولين فرج وجهة نظر حيال السجال الدائر حول الحريات على مواقع التواصل الاجتماعي فالرقابة وتشريعات الجرائم الالكترونية ليست حكرا على الاردن والعالم الثالث فقط لكن بالمقابل الامر يتطلب مواءمة بحيث لا تكون هذه التشريعات قيدا يحد من الحرية الاعلامية المتوازنة وان يصبح التشريع مشنقة نعلق عليها الأخطاء، ويمكن لهذا الامر ان يتحقق طالما تجنبنا استخدام هذه المنابر لتشويه الحقائق او الابتزاز او اغتيال الشخصية والتفرقة بحدود النقد العام عن الخاص
والحرية التي تدافع عنها كارولين تسيدت عنوان رسالتها للماجستير باعتبار هذه المفردة من وجهة نظرها اساس وجوهر العمل ويجب ان تكون متاحة للافراد ليقولوا كلمتهم ويعبروا عن رأيهم وينقلوا الحقيقة، والحيلولة دون استخدام مصطلحات ومفردات فضفاضة بغية تكميم الافواه بذريعة القوانين
وتشير كارولين لدور شبكة سي ان ان العالمية الريادي في إيجاد منبر للأفراد نقل الأخبار والأحداث والحقائق، وهو ما سمي ب
" I report "
والذي أصبح بمثابة مصدر غني للمعلومات حيث استطاعت المحطة ان تحقق العديد من الانفراد والسبق الصحفي من خلالهم واغلبهم كانوا من طلبة جامعات ، ولاحقا دخلت السوشال ميديا التي شكلت انطلاقة اخرى لكارولين باعتبارها واكبت التطور والمنابر المفتوحة التي تعطي الناس حرية لافتة للتعبير واظهار الحقائق التي تعد التحدي الاكبر للصحفي والقارئ في آن معا،وهذا العالم اوجد نوعا من التشاركية بين الطرفين لكن لا يجب اغفال ان مهنية الصحفي تتجسد في قدرته على البناء والمتابعة لأي معلومات ترده والتوثق منها ومعالجتها في إطار مهني يعكس حقيقة ما يجري
وترى كارولين ان التكنولوجيا، وان كانت فائدتها في البدايات على العالم الغربي، الا ان العالم العربي في ظل وجود 70 بالمائة ممن هم في فئة الشباب، أي دون 30 سنة، فكان لابد وان ينغمسوا بهذه التكنولوجيا، رغم الايجابيات والسلبيات والاخيرة كون المرء يفترض ان يملك السيطرة عليها
وتقول الانضمام في نهاية عام 2001 إلى شبكة سي ان ان العالمية كان بمثابة التحدي الاكبر في مسيرتها المهنية، بعد ان قطعت شوطا لافتا في الاعلام المحلي والأقليم، إضافة إلى شوط اخر في المجال الاكاديمي عبر حصولها على رسالة الماجستير من انجلتزا، فدخلت التحدي العالمي إلى أن أصبحت اول امرأة عربية تتبوا منصب نائب رئيس شبكة سي ان ان العالمية، بالإضافة الى قيادتها للخدمات العربية بالشبكة، بما في ذلك تأسيس ورئاسة تحرير موقع سي ان ان بالعربية
وبحسب كارولين فأن التحدي الآخر كان عبر تأسيس موقع سي ان ان بالعربية، الذي أنشأ في يناير 2002 في إمارة دبي، بدولة الأمارات العربية، فكان الموقع منبرا يقدم فيه العمل المهني العالمي بلغة عربية، وتعزز النجاح كون المحطة شركة مساهم وليست مملوكة لشخص أو جهة ما وانما لشركة مساهمة ومتاح المساهمة فيها للجميع الامر الذي تطلب منها حرصا على اختيار كادرها عبر تدريب مائة طالب وطالبة في سنوات التخرج جميعهم يعملون في الموقع الذي كانت بداياته فقط اربعة اشخاص
كارولين ونظرتها للشان الاعلامي المحلي اليوم ترى فيها صعوبة المرحلة للمهنيين والقادرين على التميز.. لكن ذلك يجب ان لا يقف حجر عثرة امام استمرار محاولات انتاج اجيال متميزة واحتضانها ضمانا لاستمرار مسيرة اعلامية زاهرة حتى وان اعترت الطريق بضع عقبات،" فلا شيء مستحيل مع الإرادة والتصميم
Comments
Amazing Caroline way to go // Doha