بيكوز أي كير_ الصدفة قادتها لأن تصبح مصممة مجوهرات، حيث لم تستطع العمل في شهادة القانون في اليونان فلجأت إلى موهبتها الفنية وأخذت دورات تدريبية منها صياغة المجوهرات وعندها وجدت لمى القسوس نفسها لتبدع وتصبح مصممة المجوهرات
تقول القسوس ل"لانني اهتم " لم تكن فترة قصيرة حيث بدأت مشواري بتصميم الحُلي في عام ٢٠٠٠ في اليونان بعد ما رزقت بأول مولود ومنذ ذلك الوقت كانت حياتي بين مسؤولية الأمومة والرحيل من بلد إلى آخر وفي تلك الأثناء كنت أصمم وأصنع مجموعات وأشترك في معارض متخصصة بالفن والحرف ولكن الأولوية كانت التواجد مع أولادي الثلاثة مما أخّر تقدمي في بعض السنوات لكنني استطعت خلق علامتي التجارية (أنامل لماني) والحمد الله أصبح لي معارف وزبائن في كل أنحاء العالم
وتضيف "في الآونة الأخيرة كان بإستطاعتي التركيز على التصميم وبدعم من العائلة استطعت المشاركة في معارض في الخارج وكانت ردود الفعل مشجعة
استطاعت القسوس تقديم أول عرض لتصاميمها ضمن معرض جماعي في العاصمة اليونانية أثينا عام ٢٠٠٠ حيث كانت أول أردنية عربية تعرض مع المجموعة في قاعة البلدية، "كنت فخورة جداً بهذا الإنجاز ووجدت الدعم الكبير من العائلة والأصدقاء مما شجعني على الاستمرار" تقول القسوس
قامت القسوس بالمشاركة بالعديد من المعارض المحلية في الأردن؛ أبرزها معرض فردي عام ٢٠١٢ في غالري وادي فينان وصاحبتة السيدة سهى لالس برعاية سمو الأميرة وجدان حيث لاقى إعجاب الكثيرين ، كما شاركت في أول أسبوع عمان للتصميم والذي تميّز بزيارة جلالة الملكة رانيا ودعمها المتواصل له
بالإضافة إلى ذلك قامت القسوس بتقديم الورشات التدريبية حول صناعة المجوهرات للمجتمع المحلي في ذلك الأسبوع (أسبوع عمان للتصميم) ، وفي عام ٢٠١٤ شاركت مع جمعية الأيدي الواعدة في معرض للمنتجات الاردنية في أبو ظبي ومن ثم شاركت ضمن معرض فردي في دبي ٢٠١٥ وآخر في عُمان وأيضاً معرض أقيم تحت رعاية السفارة الأردنية في مقر اليونسكو في العاصمة باريس والذي كان لعدد من المصممين من الاردن وجاء ضمن فعاليات انضمام المغطس لقائمة الارث العالمي وقد نال إعجاب الجميع
وحول تصاميمها تشير القسوس إلى أنّ قطعها بمثابة القصص التي ترويها بطريقة فنية، فهي تركز على التراث الأردني وما يحويه من ألوان ونقشات وهذا الأمر يثير فضول الزبائن لمعرفة المزيد عن الاردن وبالتالي فهي تعتبر نفسها سفيرة لبلدها الأردن تمثلها عن طريق فن تصاميمها
تميزت تصاميم القسوس بمحاكاة الطبيعة والبحر وليس ذلك بالغريب عنها كونها بدأت مشوارها في التصميم في اليونان حيث كان كل من الطبيعة والبحر مصدر إلهامها الرئيسي، وهنا تقول القسوس " كنت أحب لون البحروالمرجان وتنوع الأصداف كانت الأحجار الكريمة متواجدةبكثرة في الأسواق لذلك استعملت الفيروز والمرجان فيكثير من المجموعات الأولى من تصاميمي، كما أنني أحب السفر والتصوير عندما أرى شيء جميل يجذبني التقط له الصور وأعود اليها عندما أبدأ بالتصميم، كما أنني أحب محاكاة تراثنا الأردني بتصاميم جديدة لأنها جزء مني وأنا فخورة جداً بذلك
وتؤكد القسوس بوجود العديد من المصممين في الأردن بالإضافة إلى الهواة والأفكار الجميلة والمجموعات المميزة من قبلهم إلاّ أنها تشير في الوقت ذاته إلى أبرز التحديات التي تواجههم والتي تتمثل في الافتقار إلى العمالة والتقنين والفنيين، بالإضافة إلى أنّ قوانين حماية الملكية للمصممين لا تحمي التصاميم الفريدة، فضلاً عن وجود صعوبة بمعاملات تسجيل كل تصميم مما يُسهّل عملية النسخ من أكبر صناع المجوهرات
تفتخر القسوس بأنها استطاعت العمل في المجال الذي ترغب وتُحب على الرغم من مسؤولياتها كأم، حيث استطاعت التوفيق بين كل المسؤوليات، كما أصبح لديها اسم تجاري وتتلقى دعوات المشاركة في مختلف المعارض العالمية مع فنانين ومصممين مبدعين، فضلاً عن افتخارها بتمثيلها للأردن في كل معرض تشارك فيه حيث تعتبر نفسها سفيرة لبلدها عن طريق تصاميمها
وحول آخر أعمالها تقول القسوس " لدي عملين أحدهما عمل خيري حيث قمت بمساعدة جمعية كندية على تنسيق تدريب لاجئين سورين في الأردن على صناعة قطعة حلي تم بيعها عالمياً لنشر التوعية على مشكلة اللاجئين عالمياً وتوفير فرص عمل لهم، أما العمل الآخر فكان معرضي في اليونان
وعن أبرز الشخصيات التي ارتدت تصاميمها تقول" العديد من النساء الملهمات.. كل واحدة منهن كانت شخصية بارزة بالنسبة لي منهم الكاتبات والصحفيات وأيضاً مصممات ومخرجات من بلدان عديدة وعلى الصعيد المحلي كان لي الشرف بالعديد من الأميرات والشريفات وكما ذكرت سابقاً سمو الأميرة وجدان كانت من أكبر الداعمين لي
وتضيف القسوس " أحب التعامل مع كل الناس لأني استمد طاقتي من التعامل معهم، أشعر بالسعادة عندما أنجح في تلبية رغباتهم من خلال ما أقدم لهم ، فعندما أقوم بالتصميم أفكر بكل الأشخاص اللذين قد يلبسون هذه التصاميم، كما أنني أتعلّم من زبائني في كثير من الأحيان ومنهم من قد يكون مصدر الهام لي في تصاميم جديدة
وبعيداً عن عالم الفن والتصميم تفتخر القسوس بانتسابها للكثير من الجمعيات الخيرية فهي عضو هيئة ادارية لنادي صاحبات الأعمال والمهن الذي يدعم دور المرأة في المشاركة في الاقتصاد المحلي عن طريق الدورات التدريبية واللقاءات التشبيكية والحوارات الملهمة لقصص النجاح، بالإضافة إلى مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة بإيجاد مساعدات مادية داعمة من خلال النادي كما وتفتخر القسوس في انها اول مصممة عملت مجموعة من الحلي وخصصت ريعها لمرضى السرطان من الاطفال تحت اسم مجموعة يزن ايوب ومجموعة تحمل اسم 7 كلمات تفاءول للتوعية من سرطان الثدي
كما قامت القسوس بتأسيس مجموعة على تطبيق الواتس آب بمبادرة فردية من قبلها بهدف التعامل مع الناس ومحاولة إيجاد حلول لاحتياجاتهم ومن خلال المجموعة يتم بعث أخبار ومشاركة الأعضاء بالنشاطات التي تحصل في الاردن وهذا نوع من أنواع التسويق لجميع الأعضاء وقد وصل عدد الأعضاء إلى حوالي ٧٠٠ شخص متعدد المجالات في ثلاث مجموعات
كما قامت القسوس بمبادرة فردية العام الماضي لخلق فرص عمل لسيدات من عشر مناطق ومحافظات في الأردن وذلك عبر توزيع فساتين سهرة وأعراس عليهن ليقوموا بدورهم بتأجيرها وكسب ما يؤمن دخلهن المعيشي
وقد تمّ دعوة القسوس حديثاً للمشاركة بمعرض في العاصمة اليونانية أثينا كمصممة عالمية مع كبار المصممين اليونان، وحول أبرز مخططاتها المستقبلية في عالم المجوهرات تؤكد القسوس حرصها على الاشتراك في المزيد من المعارض ابرزها معرض نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية هذا بالاضافة الى تعلّم تقنيات جديدة والسعي لخلق فرص عمل لمن هو مهتم بهذا المجال، فضلاً عن تنفيذ ورشات تدريبية وتمكين نساء للعمل في مجال صناعة الحلي
وتقول القسوس " افتخر بنفسي لما حققت حتى الْيَوْمَ واطمح أن أكبر بعملي وأن أرى منتجي في الكثير من البلدان، وهنا أود في النهاية أن أقول أنه على كل امرأة أن تؤمن بنفسها بأنها تستطيع إحداث التغير.. فكل منا فريد من نوعه خُلقنا بمواهب ابحثي عنها وسخريها لعمل شيء يعود عليكِ بفائدة مادية ومعنوية
Comments