بيكوز أي كير_ خاص_ انتشرت في الآونة الأخيرة فِكرة عمل المرأة من المنزل، وأصبح التّرويج لها على مستوى واسِع من خلال وسائِل التّواصل الإجتماعي ، وبدا واضِحاً قبول الفِكرة وانتشارها لعدّة أسباب ؛أهمّها ثقافة المجتمع المُحافِظة تجاه المرأة، والتي لا تحبّذ إختلاطها مع الزملاء الرّجال ، وغيابها عن المنزل ، إضافة الى أهميّة وقداسة دور المرأة في رعاية الأسرة والذي يحتلّ أولويّة في سلّم مفاهيمنا الثّقافيّة
أدرك تماما أن أصحاب الفِكرة همّهم دفع المرأة الى الإنتاج من أجل تحسين مستواها الإقتِصادي دون المًساس بدورها الزّواجي والأمومي ، وهو هدف نبيل حقيقةً، ومُحاولة ذكيّة للإلتِفاف على ثقافة المُجتمع ، لكن خطورة هذه الفِكرة تكمُن في إقبال الصّبايا الصّغيرات حديثات التخرّج على العمل من المنزل، الأمرالّذي يحرمهنّ من الخبرة العمليّة الحقيقيّة التي تصقل شخصيّتهن
إن التعرّض للتّجارب، والاحتكاك المباشر مع العالم الواقعي وشخوصه هو الّذي يبني الشّخصيّة المُتمكنة والقويّة الّتي نطمح لها، فالعمل لا يقتصِر على تحقيق الأمن المادي فقط
إنّ فِكرة الخروج من المنزِل تُحقّق اكتِشاف الذّات الحقيقيّة بعيدا عن الأدوار النمطيّة والتقليديّة للمرأة، والإختِلاط ، والإندماج في المُجتمع ، وبناء العلاقات الإجتماعية والتّواصل مع الآخر،وتنمية المهارات العمليّة والمعرفيّة ؛كل هذا يساعِد على تخطّي العقبات المرتبطة بتابوهاتنا الثقافية
إنّ الترويج لفِكرة العمل المنزلي باعتِقادي هو مُحاولة فهلويّة لإعاقة التّغيير الثّقافي الّذي نطمح له كنِسويّات نريد أن يرانا المُجتمع شريكات حقيقيّات في عجلة التنمية متواجدات في كلّ مكان وكلّ قِطاع
وأتفهّم كثيرا حجم الأعباء المُلقاه على المرأة والاستِنزاف الذي تتعرض له في لعبها لأكثر من دور لكن لا أفهم أبداً تقاعُس الشّابات عن الخروج إلى سوق العمل، والاكتِفاء بالعمل من المنزل، أو حتّى البقاء في المنزل دون عمل وانتِظار العريس المناسب، ففي الوقت الّذي أتوقّع فيه أن تشقّ الصبيّة الأرض وتخرُج منها للعالم الواسِع ، كما كُنت أفعل في مثل عمرها، أرى اليوم أجساداً شابة بأرواح ميّتة
وأشعر بالأسف
Comments