بيكوز اي كير_خاص توصف المُطالِبات بالحرّية بأنهنّ مُباحات وخارجات عن الأخلاق والدّين، وتُربط الأخلاق بمظاهر التديّن وطقوسه وشكله في مجتمعاتنا، وهذا ما يُسمّى الحُكم على ظاهر الأشياء لا بواطنها، وهو مؤشّر واضِح على ضعف الوعي والاهتِمام بالمظاهِر الخادعة بدل التّفكير في العُمق والبحث عن الجوهر
من قال أن التديّن يعني أن صاحبه يتمتّع بقدرعالٍ من الأخلاق !!! ومن قرّر أن شكل الّلباس وكميّة القماش مُؤشّرا على الأخلاق!!! لقد ساهمت هذه الفِكرة باستِغلال الدّين واستِغلال العقل السّاذج السّطحي الّذي صدّقها. لقد سبقت الأخلاق الدّين ، ومفاهيم الأخلاق ارتبطت تاريخيّا بالصّواب والخطأ ومصلحة المجتمع والفرد قبل ارتِباطها بالحرام والحلال وبالمكافأة في الجنة والنّار
لذلك فإنّ المرأة المُطالِبة بالحريّة ليست المُنفلِتة والّتي لا تردعها أخلاق أو دين كما يُروّج البعض ، إنّ المرأة الحرّة هي المرأة الصّعبة التي يحميها وعيها من الوقوع في فخّ الإغراءات والكلام المعسول، فالحريّة ترتبِط بالمسؤوليّة ارتباطا كبيرا
يقول جان بول سارتر: "أن الانسان محكوم عليه بالحريّة ، لأنه بمجرّد ما يُلقى به في العالم يكون مسؤولا عن كل ما يفعل".. في وصف واقعنا ، يرغب بعض الرّجال في المرأة المُطيعة المستكينة في بيته اعتِقادا منه أنّها العفيفة الطاهِرة والخالية من التّجارب ، ولا أقول أنها ليست كذلك ، لكن هذا ليس شرطا للأخلاق
وليكُن معلوماً لدى الكثيرين من أصحاب هذا التوجّه أنّ نموذج المرأة الضعيف والتّابِع والمُستكين أقرب للوقوع في الخطأ لأنه لم يختبرالحريّة خارج القفص، وهونموذجاً غير مسؤول عن فضيلته لأنه لا يمتلِك الحريّة والوعي لتصرّفاته ، فمن الخطأ الاعتقاد بأن مستقبل المرأة وفهمنا له مكتوب بالسماء، فثمّة مستقبل على الانسان أن يصنعه من خلال حريّته ومسؤوليّته تجاه هذه الحريّة يقول سارتر :"أنت حرّ، عليك أن تختار، أي عليك أن تُبدِع"
نحن بحاجة لإعادة تعريف المفاهيم ، ومفهوم الحريّة يواجه الكثير من اللغط والتّشويه خصوصا عندما يتعلّق بالمرأة فالحريّة لا تعني الإنفِلات ولا الإباحيّة ، ولو كُنت لا تفهم الحريّة إلّا في هذا الإطار، فهي إذن مُشكلتك وعليك أن تُعيد الفهم
Comments