تغريد النفيسي سيدة أعمال أردنية لمعت في مجال الاستثمارات المالية
بيكوز اي كير_خاص_ هي امرأة عصامية آمنت بقدرات ذاتها وانطلقت نحو تطويرها وخياراتها وان اتجهت نحو ما كان حكرا على الذكور الا ان قضية الفروق الفردية بين الجنسين لم تحل دون الاصرار على تحقيق الطموح تلك هي تغريد النفيسي وفق تبسيط لسيرة ذاتية وامراة قدر لها النجاح تلو النجاح في مجالات عديدة
بداياتها كانت في دولة الكويت وجامعتها وانخرطت بدراسة المحاسبة لكن ما ان مضى عام حتى وجدت عدم موائمة بين ما اختارت والطموح فاثرت الانسحاب مبكرا ولحسن الحظ ان كانت الجامعة تفتتح تخصصا جديدا اسمه الادارة المالية فكانت من ضمن اربعة طلاب فيه وقدرلها ان تتخرج في العام 1979 بدرجة الشرف ولتكون من ضمن اربعة اشخاص يحملون تخصصا جديدا عنوانه " التمويل "
تقول النفيسي انها كغيرها شرعت في طرق ابواب الحصول على فرصة عمل ووظيفة لكن الباب ضيق في ظل قلة من يعملون في سوق المال والبورصات العالمية الى جانب ان الوظائف في التخصص حكر على الرجال دون سواهم فانتظرت جليسة البيت انتظارا للفرصة التي تحلم بها فيما المتوافر وظائف محاسبية يمكن الانخراط فيها لكن على مايبدو ان العودة للمربع الاول برفضها تخصص المحاسبة حال دون ايجاد حالة تناغم بين طموحها والمحاسبة
اشهر قليلة ولاحت الفرصة بالنسبة للنفيسي ولاح في الافق بوادر البشرى والعمل في اكبر شركة استثمارات كويتية "الشركة الكويتية للتجارة والمقاولات والاستثمارات الخارجية"، والتي تعد الاكبر في جوانب الاستثمار بدولة الكويت وكان ان خاضت غمار امتحان الوظيفة وخطواتها الاجرائية وتكلل الجهد بالنجاح لتنطلق نحو العمل بدائرة الأوراق المالية والتداول والأسهم
كان العمل مجهدا ويتطلب نفسا طويلا ، فليس بالامر السهل البقاء بالعمل من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء كل يوم كون الشركة كانت شاملة ومتطلبات مراعاة فروق التوقيت مع دول اخرى فرضت واقع العمل المجهد لكن حب العمل واجادته كانت كفيلة ان تنسي المرء التعب
المحطة العملية الثانية للنفيسي لاحت بفرصة عمل مغرية عبر عقد مع الشركة العربية لتداول الأوراق المالية وهي الوظيفة التي شكلت تحديا بارزا في المسيرة العملية لاثبات الذات من جهة وتحقيق التطور من جهة اخرى
تقول النفيسي " اشتغلت كثيرا على نفسي وطورت ذاتي حتى ان مديري بالعمل لمس هذا التطور والنظر الى ما هو ابعد في جوانب الحفاظ على استمرارية التطور فكان قراره ان يرسلني الى سويسرا لاحصل على شهادة اعتماد عالمية في تداول الأوراق المالية من سويسرا وهو ما كان لاكون – والحديث للنفيسي – اول امرأة في الشرق الأوسط تحصل على هذه الشهادة "
الحصول على الشهادة لم يكن بالامر الهين فالصعوبات متعددة كانت فمن بين تسعة اشخاص في الدورة كانت الشهادة حليفة تغريد منفردة على صعيد الشرق الاوسط ، ولم يحل كونها امراة متزوجة واما لطفل دون الظفر بها
الحصول على الشهادة شكل بداية الالمعية في المجال العملي للنفيسي لتتبوأ رئاسة التداول في اكبر الشركات المساهمة في الكويت بعدها ذهبت الى كندا وعملت هناك واكتسبت خبرات كثيرة ومن هناك عادت لتستقر في الأردن عام 1994 وحاولت ان اعمل ولم اجد العمل المناسب
تقول ان عودتها للاردن قادتها للتجارة فعملت بالملابس الجاهزة وتطورت في هذا العمل وأصبحت تعمل بماركات عالمية وتوسعت تجارتها الى ان بدا سوق عمان المالي بالتطور فكان ان انضمت الى ملتقى سيدات الاعمال والمهن وبرزت في الذهن فكرة فتح شركة للتداول المالي وطرحت الفكرة على عدد من سيدات الملتقى العضوات فنالت الاعجاب والترحاب واسست اول وساطة مالية شركة حملت اسم "ملتقى التداول للأوراق المالية" اداراتها كلها نسائية
وتؤكد النفيسي ان للملتقى الفضل الأكبر على مسيرتها العملية مستذكرة التحديات التي واجهتها وزميلاتها وكذلك الاحباطات خاصة من العاملين بالمجال الا ان قوة الاصرار ورغم خروج الكثير من الشركات من السوق المالي الا ان مشروعن استمر 12 سنة حتى الان وما زال لافتة الى تطور الطموحات التي قادت الى ان تخوض غمار انتخابات سوق عمان المالي رغم الكثير من العقبات ومعارضة العملاء الا انني الاصرار وما صاحبه من طروحات برامجية لاقت حضورا واستحسانا مكنتها من ان تكون اول امراة منتخبة تدخل مجلس ادارة بورصة عمان
النفيسي التي هي الان رئيسة ملتقى سيدات الاعمال والمهن بعد مسيرة عمرها 25 عاما في الملتقى سعت عبر مسيرتها لايجاد الكثير من البرامج لتحسين وضع المراة الاقتصادي وتمكينها اقتصاديا ومساعدة السيدات على تسجيل مشاريعهن خصوصا المنزلية وكون الكثير من الاردنيات لديهن مشاريع غير مسجلة
تستذكر السيدة النفيسي اختيارها ضمن اقوى السيدات العربيات وقت كان السوق المالي في اوج عطائه والشركة التي قامت عليها من اكبر شركات التداول في السوق حيث المغامرة نقلت الشركة نقلة نوعية وكبيرة الانها تقر ان هذه الانجازات والمغامرات كانت لها اثار ايجابية واخرى سلبية
وتوضح ان الايجابيات كانت بتزايد نمو الطموح لكن بالمقابل هذا الامر قاد الى ارهاصات اثرت سلبا على المسيرة مع انهيار السوق المالي والان التحديات كبيرة خاصة في ظل النقلة التكنوولجية فالبطالة مقنعة والحاسوب حل مكان اشياء كثيرة والتحول يتطلب ايجاد بدائل للكم الهائل من الخريجين
في السياق تدعو النفيسي الخريجين الى الابتكار والجديد والمبادرة التي تشغل حالها بحالها وتقول انها بادرت في عمل دورات تدريب في ملتقى سيدات الاعمال والمهن للصبايا الجدد والسيدات ندربهم كيف تبداين مشروعك ونهيئهم ونؤهلهم ونعد لهم دراسات جدوى للمشروع وندمج عدد منهم مع بعض ليؤسسوا مشروع ونرسلهم بعد ذلك الى جمعية الرياديات في اليورومتوسطي ومنهم من حصلن على افضل مشروع تكنولوجي عالمي مؤكدة ضرورة تعليمهن كيفية البدء بالمشاريع الخاصة وان كانت قضية التمويل للان ضعيفة وفق اطر مؤسسية تدعم ما يمكن ان تحققه الافكار والابتكارات
تؤمن النفيسي ان المراة الاردنية تحتاج الى الفرصة لاثبات الذات ورغم صعوبة الوضع الاقتصادي راهنا الا ان الملتقى لا يألوا جهدا في التوجه للمؤسسات التي تفضل الرجل على المراة ما يستدعي بذل جهد اكبر نحو تغيير الثقافة المجتمعية لتمنح المراة فرصة الريادية في الاعمال
قدوة النفيسي في حياتها والدتها التي لم تتوجه اليها الا وساعدتها فيما تطلبه فيما قدوتها العملية باول مدير لها شجعها على التطور لايمانه بقدراتها وامكانية وصولها لمركز متقدم على الصعيد العملي
تقول النفيسي انها فخورة بابنائها الثلاثة فكل واحد منهم استطاع ان يعمل ما يشاء رغم ان جميعهم اختاروا اعمالا غير اعمالها فشقوا طريقهم وكل واحد اختار منهم ما يناسبه واستقل بشخصيته وعمله ولا احد منهم قصته تشبه قصتها ويعجبها ان كل واحد منهم عمل قصة نجاحه بنفسه
النفيسي التي تمارس هواية السباحة والقراءة شتاء لكل ما يمكن ان يسهم في اثراء معرفتها تطمح ان تطور شركتها لتواكب التقدم التكنولوجي العالمي لذلك فهي جادة في التفكير راهنا بدراسة تخصص الذكاء الصناعي
اكثر ما تفخر به على صعيد التكريم جائزة جلالة الملكة رانيا العبدالله على انجازاتها في تأسيس الشركة
Comments