بيكوز أي كير_ نستجيب نحن النساء أحيانا لبعض الاملاءات المُجتمعية دون وعي مِنّا ، فقد اكتشفت وأنا أرتدي ملابسي أن مُعظمها اصبح مُقتصِراً على البنطلون والجاكيت ، وأني لم أعد أرتدي التنّورة الا فيما ندَر وفي مُناسبات محدودة وعائليّة جدا ، وأنا التي تعتزّ بأنوثتها ولا يُخجِلني أبدا التّعبير عنها
لكن يبدو أننا نحن معشر (لابسات التنّورة) أصبحنا بلا وعي مِنّا نتمرّد على مظاهِر أنوثتنا ، ونرفُضها لأنها اصبحت تُضعِفنا ، وتؤدي بنا لصَرف الطاقة في الدّفاع عن مظاهِر الأنوثة بدل الدّفاع عن حقوقنا وقناعاتنا ، وكأننّا نخلِق ميكانيزمات حِماية من تطفّل الآخر ، واستِهزائِه بأنوثتنا (كمُطالبات بالتحرّر ) ، وأصبحنا نتنازل تدريجيا عن مظاهِر أنوثتنا ونتجنّب التعبير عنها ، لأنها ترتبِط في عقل المجتمع (بالسّطحية والسّذاجة وشهوة الجسد )
فالمرأة التي تصرف وقتها في العناية بأنوثتها من وجهة نظر المجتمع ، توسم بالسخافة ، حتى أصبحت معالِم الأنوثة وكأنها عَيب عظيم ، يجب اخفائه
وهذا ربما يُقدّم لنا تفسيرا عن بعض المُدافعات عن حقوق المرأة اللواتي يوصفن بالمُسترجِلات ، أو بالمُتشبّهات بالرجال كصفة سلبية تنزع عنهن صِفات الانوثة . والحقيقة هي أن بعض النّسِويات ربّما يبَدين من وجهة نظر الآخر مُسترجلات ، لكن هذا لأن مفاهيم القوة مرتبِطة بالرّجولة ولأن هذه المُجتمعات الرجعّية وسَمت الأنوثة بالضّعف ، وأصبح التعبير عن مظاهرها مدعاة للتصيّد والرّصد، وكأنها خطيئة عُظمى. فعَيْب أن تجمَع المرأة بين أنوثتها وعقلها ،و بين أنوثتها وقضيّتها ولا يجوز أن تكون امرأة مُكتمِلة الأنوثة تعتني بشكلها ، وأن تكون في ذات الوقت مثُقّفة وناشِطة ، حتى أصبح البعض منا لاشعوريّا يتجنّب التعبير عن صفات الأنوثة ، حتى لا يُثير حيوانيّة البعض ، واستِهزائِهم
بعض النماذِج من النسويّات يهربن من القمع نحو الاستِرجال ، لأن في مفهوم الرجولة قوّة ، وقبول ، وفي مفهوم الأنوثة سخافة وضَعف ، فتلجأ المرأة أحيانا الى اخفاء معالِم أنوثتها لتُواجه المُجتمع الذكوري بنفس أدواته ، وهذا مصيرالأنثى التي تسعى لأن تصنع لنفسها مكانة ومصيرا مُستقلّا ، تقتُل أنوثتها ، أو تُخفيها حتى تذوي تدريجيّا ، مع أني لا أرى أي تعارُض بين الأنوثة والفِكر ، وبين الأنوثة والنّضال ، فالمّناضِلات هنّ الإناث الجميلات ، وليذهب المُجتمع وعقلُه الرّجعي الى الجحيم ، ونعم لارتِداء التّنورة
Comments