بيكوز أي كير_ فاتن سلمان _ استضافت مؤسسة اهل للتنظيم المجتمعي امس البروفسور مارشال غانز من جامعة هارفارد في محاضرة بعنوان "قوة الناس في ظل ديمقراطيات متعثرة: القيادة والتنظيم والحركات الاجتماعية" وعقدت في قاعة فندق لاندمارك
واستعرض غانز اليات القيادة والتنظيم والحركات الاجتماعية ومدى أهمية القيادة وضروراتها ومواصفات القياديين ومكامن القوة في الشخصيات القيادية من نواحي اعتبارها موارد ومصادر معلوماتية قادرة على فرض وجودها بما تمتلكه من مهارات وقدرات بهذا المجال مشيرا الى مبادئ قيادة التغيير ومفهوم القيادة وثقافة العمل الجماعي وأهمية الإيمان بالتغيير كرسالة تنتقل من جيل الى جيل برغم الصعوبات والإحباطات خلال المحاضرة والتي حضرها ما يقارب 360 شخص من المسؤولين الحاليين والسابقين والمنظمين المجتمعييّن والأكاديميين وأعضاء حملات مجتمعية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني
وقال ان الاعمال التطوعية ذات اهمية في بناء المجتمعات وتطورها وتلعب القيادة الصحيحة دورا مهما في هذا المجال بحيث تتقبل الرأي الاخر حتى وان كان منتقدا على انه معلومة يستفاد منها ويمكن البناء عليها اذا ما تم التعامل معها باعتبارها جانب حرية بعيدة عن الشخصنة في الانتقاد
وبحسب غانز " فإن القيادة ليست موقفا أو صفة وإنمّا ممارسة تتمثل في التعلّم المستمر والتجربة" مؤكدا على أهمية الدور الذي تلعبه القصة الشخصية في القيادة وكيف تتماشى جنباً لجنب مع العمل الاستراتيجي وعملية بناء العلاقات الالتزامية ودورها في تعزيز الحراكات والحملات المجتمعيّة
وأضاف أن "المنظمّين وناشدي التغيير يحتاجون إلى مساحات جريئة للحديث والحوار وليس مجّرد مساحات آمنة حتّى يتطوروا فعلاً كمنظمين "قابلين للتعلّم وهذا الأمر بحاجة لبناء علاقات قائمة على المسؤولية والمساءلة
وركز المحاضر على النجاحات والتحديات التي تقف في وجه بناء قوة الناس الجماعية خاصةً وأننا نشهد موجات من التعثّر والتراجع للديمقراطيةلافتا الى التجارب والنماذج لحركات مجتمعية مختلفة حول العالم قدر لها الصعود
واوضح ان تطويره لنهج وتنظيم المجتمع يتسق مع تجارب رفاقه الذين قادوا حركات التحرر نحو الحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كينج في الولايات المتحدة، ومن حركة العمال المزارعين المهاجرين في كاليفورنيا، وحملات عمّاليّة ومجتمعية أخرى
ولفت الى الدور المهم لتنظيم الجهد الميداني لحملة أوباما الرئاسية الأولى مشيرا الى انه مازال يدرّس هذا المساق التعليمي في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية ، مستذكرا ان كتاب التنظيم المجتمعي الذي اصدره محاوره اتكئت على ممارسة القيادة والتنظيم، والعمل، وبناء العلاقات، ووضع الاستراتيجية والعمل والمجتمعات في خضم العمل وهيكلية البنية والناس والسلطة والتغيير والرواية العامة
بدورها أشارت نسرين حاج أحمد العضو المؤسس في "أهل" إلى دور المؤسسة في تدريب ومرافقة الحملات المجتمعيّة للسير على النهج الذي وثقّه ويدرسّه البروفيسور غانز في هارفرد
وبحسب حاج أحمد فإن " أهل مؤسسة مجتمعية تقدم التمكين والمرافقة للمجموعات لتنظيم وبناء قوتهم وقيادتهم ومواردهم على شكل حملات لقيادة التغيير ولتحقيق العدالة والحرية"
ومن الجدير بالذكر أنّ مؤسسة "أهل" رافقت ودربت 16 حملة مجتمعية في الأردن وفلسطين ولبنان على مدار الخمس سنوات الماضية من خلال عقد تدريبات وورش عمل ولقاءات تمكينيّة
ودار نقاش بين الحضور وغانز تناول جملة من القضايا المتصلة بالقيادة واثرها الايجابي على الناس في خلق الوعي والادراك لطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه وفهم تحدياته واليات التعاطي معها
وردا على تساؤل احدى المعلمات من حملة قم مع المعلم عن الطرق والتكتيكات الممكن اتباعها لضمان التوسع في عدد المعلّمات المنظّمات في الحملة سيما وان هناك تخوف لديهن من فقدان وظائفهم في القطاع الخاص ، حيث أشار غانز إلى "أن التغيير فعلاّ صعب، وليس كل الناس مهتمّين بتقديم وقتهم وجهدهم لحل قضاياهم" مشيراً إلى " أهمية الاستثمار في إيجاد القيادات التي تؤكد حضورها في الجهد وليس تلك التيتتردد بالتأكيد على المشاركة فيه"
وبدورها أشارت فاطمة الزبن وهي عضو حملة الأقصى كل السور إحدى الحملات التي رافقتها مؤسسة "أهل" إلى أنّ" المحاضرة كانت ملهمة جدًا وخاصة ما ذكره غانز عن أهمية قياس الأثر، وعدّ النتائج لضمان استدامة العمل والبناء عليه"
Comments