بيكوز أي كير_ تذهب بعض المؤسّسات الإعلاميّة الى تزييف وعي المرأة عن ذاتها أوّلا ثمّ تزييف وعي المجتمع بماهيّة اهتماماتها ثانيا ، فمعظم البرامج الموجّهة للمرأة سواء المرئي منها أو المسموع يؤكّد على أن محور اهتِمام المرأة العربيّة وما تتناوله النّساء في جلساتهم ثلاث قضايا ( الجسد وشكله ، المطبخ ، الأولاد ورعايتهم)
فمعظم هذه البرامج تتناول طرق العناية بالبشرة والشّكل ، كيفيّة اعداد طبخة لذيذة وحديثة ، كيف تعتني المرأة بنظافة المنزل وغيرها من الأمور الّتي يعتقِد المجتمع أنها من اختصاص النّساء وحدهنّ حتّى أصبح من الصّعب أن تُقنِع الجمهور أن ثمّة نِساء مُختلِفات لديهنّ اهتِماما بشؤون عامّة مثل أي مواطِن يقرأ ويهتمّ ويُتابِع
وأنا هنا لا أقلّل من شأن أمور رعاية الأسرة لكنّني أستهجِن كيف لا يكون هناك برنامج تتناول عقل هذا الكائِن وطريقة تغذيته ، مثل مناقشة آخر كتاب تمّت قراءته أو الاشارة الى آراء النّساء عن ظاهرة اجتماعيّة أو سياسيّة ما ، أتابِع هذه البرامِج وأرصد مضامينها وقلّما أجد برنامجا يطرح أموراً غير نمطيّة ، وكثير منها لا يتجاوز الحشو والثرثرة والّلعي لملء الوقت
لقد أصبح من الصّعب على عقل المجتمع أن يُغيّر نظرته الى المرأة ويخرج من إطار أن جلسات النّساء هي مجرّد ( حكي نسوان) وأصبحت تُستخدم هذه العبارة كمؤشّرعلى تفاهة (حديث النّسوان) أسمعها كلّ يوم على ألِسنة النّاس وأصبحت شخصيّا في حالة صِدام مع هذه النّماذج الّتي لا تتوقّف عن تحقير المرأة والاستِهانة بِها
لا أنكِر أنّ هناك بعض التّحديثات في نوعيّة البرامج المُقدّمة لكنّ المضمون مازال نمطيّا لم يُغادِر فِكرة (الحريم) لأن مُعدّي هذه البرامج ينطلقون من قاعِدة تقليديّة ذكوريّة لم يطرأ عليها أي تغيير، وعندما تواجههم بهذه المُلاحظات تكون اجابتهم أن (الجمهور عايِز كِدة) على رأي اخواننا المصريّين
تقع على المؤسّسة الإعلاميّة مسؤوليّة كبيرة في تزييف وعي الشّعب وحرفِه الى اتّجاهات معيّنة تخصّ المرأة حتّى أصبحت المرأة ذاتها مُقتنعة بأنها لا تصلُح إلّا لهذه الأدوار، لماذا لا نرتقي بذائِقة الجمهور ونستهدِف نظرتهم للمرأة ونُغيّرها !!!
لا أفهم
Comments