بيكوز اي كير_خاص_ هي أم وإنسان محب للسلام في كافة مناحي الحياة، هكذا تصف نفسها باستمرار، سيدة أعمال مميزة تركت بصمات واضحة لها في هذا المجال، هي بالطبع السيدة علا العواملة المصري
عُرف عنها أنها استطاعت تغيير الصورة النمطية الموجودة لدى الكثيرين حول المرأة الشرقية القادمة من العالم المخملي وذلك لتواضعها وإصرارها على خدمة المجتمع والعمل التطوعي والتواجد والنزول للميدان لمساعدة الأقل حظاً
تؤمن المصري أن خدمة المجتمع لا تخص أو تقتصر على فئة دون أخرى، بل هي واجب الزامي على كل انسان يؤمن بأن العدالة الاجتماعية والاسهام في تمكين الآخر وخاصة المرأة والشباب وكذلك العطاء والتوعية في كثير من مناحي الحياة أمور تضيف الرضى والقناعة والايجابية في النفس البشرية
بدأت رحلتها في عالم الأعمال خطوة بخطوة لإيمانها بأهمية عمل المرأة، واكتساب العلم والمعرفة باستمرار وحول ذلك تقول " صعود السلم درجة درجة وبتروي يسهم في بناء الذات وتراكم المعرفة وتنوع الخبرات... بدأت العمل بإيمان كبير بأهمية عمل المرأة في سن مبكر والذي ينعكس حتمياً على تربيتها لأولادها وقوة شخصيتها كما ويزيد من المعرفة ويبقيها على اتصال بالعالم وما يدور من حولها"
بدأت المصري العمل لدى بعض البعثات الدبلوماسية في عمان لتنتقل بعدها إلى شركة مصانع الاسمنت (في حينها)، ثم لإدارة إحدى شركات القطاع الخاص التي تتخصص بالتجارة العامة من استيراد وتصدير البضائع ومن ثم إلى شركة كبرى تضم عدة شركات أصغر تعنى كل منها في قطاع مختلف (سياحة ، مطاعم ، توزيع مواد غذائية، صناعة ملابس)
اتجهت بعدها المصري إلى إمارة دبي للمشاركة في أحد أهم فعاليات مهرجان التسوق فيها وهو مشروع القرية العالمية حيث قررت حينها إقامة مشروع مشابه له في الأردن
وحول ذلك تقول " لقد انتابتني غيرة صحية مشروعة بإقامة مشروع مشابه في بلدي الأردن لأقيم القرية العالمية وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية في العاصمة عمان ليصبح هذا المشروع أكبر مهرجان نشهده لما يحمل من خصوصية غير معهوده فهو اجتماعي ثقافي اقتصادي ترفيهي سياحي بامتياز"
وتضيف "واجهت معيقات وعقبات بيروقراطية أرغمتني على تعليق المشروع لاتجه إلى الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي والمساهمة في تمكين الشباب من خلال جمعيات أردنية تقوم وبما أوتيت من مقدرة وكفاءات على مساعدة الأقل حظا"
وتؤكد المصري على أن مشروع القرية العالمية يدعم الرؤية الملكية حول النهوض بالاستثمار المحلي وجلب الاستثمارات الأردنية وغيرها، لاسيما وأن فوائد وعوائد هذا المشروع على الاقتصاد المحلي كثيرة أهمها زيادة فرص العمل، ورفد الخزينة بالجمارك والضرائب التي كانت تدفع على بضائع الدول المشاركة إلى جانب تنشيط حركة النقل وغيرها الكثير
أقيم المشروع وبحسب المصري على مدى ثلاث سنوات متتالية في عمان خلال أشهر الصيف التي تتزامن مع عودة المغتربين والعطلة الصيفية، حيث كانت تفتقر العاصمة لحدث كبير يسهم في تنشيط السياحة الداخلية ليضم ستة مكونات رئيسية أهمها وأولها أجنحة لدول مختلفة في العالم مبينة من الأخشاب وواجهتها على شكل أحد أهم معالم الدولة المشاركة تعرض وتبيع بالداخل منتوجاتها وفولكلورها كما تكون مؤسساتها الرسمية ايضاً ممثلة داخل الجناح
أما المكوّن الثاني فيتمثل في مدينة الألعاب الترفيهية؛ والتي تضم أحدث وأضخم الألعاب، بالإضافة إلى مسرح كبير لاستضافة الفنانين من الأردن والعالم العربي والغربي حيث بُني في الهواء الطلق بسعة خمسة آلاف متفرج، هذا بالإضافة إلى منطقة مميزة للمطاعم توفّر مختلف أطباق العالم وأكلاتها الشعبية، وأيضاً أكشاك للجمعيات الخيرية لبيع منتوجاتها
تم اختيار المصري واحدة من أقوى سيدات الأعمال في العالم العربي لنجاح مشروعها وعن ذلك تقول " شرفني وأسعدني جداً هذا الاختيار والتقدير واعتبرته انجازاً يشهد لكفاءة الأردنيين والنساء في الأردن من قبل المجلة الاقتصادية الأولى في العالم "فوربز" وجاء الاختيار نتيجة للنجاح الكبير لمشروعي في الأردن والمنطقة "القرية العالمية" وكان تحت عنوان "المرأة التي قلبت معادلة السياحة في المنطقة" .. والتقدير محفز عالي ويلقي بمسؤولية مضاعفة على الشخص مما يسهم في عطاء أكبر ويدفعه للعمل الخلاّق ويرفع من الرغبة لديه بالمعرفة والتعلم أكثر لرفع سوية مهنيته"
ترى المصري بضرورة توفر العديد من الصفات والمهارات لدى المرأة لتصبح سيدة أعمال ناجحة، أهمها المعرفة والاطلاع والثقافة العامة، والقدرة على التخطيط الاستراتيجي وتحفيز وتمكين الآخر.
كما يجب أن تتمتع بمهارة إدارة الوقت وايجاد حلول للمشاكل، والتحلي بمهارات التفاوض والحفاظ على الهدوء والثقة بالنفس والإيجابية والتفاؤل، فضلاً عن مهارات الخطابة وتفويض الآخرين ومنحهم القوة لاتخاذ القرارات، وتشدّد على أنه لا يمكن التحلي بكل ذلك دون المحافظة على الصحة النفسية والجسدية وايجاد التوازن الصحيح بين العمل والعائلة والاصدقاء
وتعتبر المصري القيادة، والريادة، والتمكين، أهم المهارات التي يتميز بها القيادي والإداري الناجح، وتشير إلى أنها وفي محافل كثيرة من مؤتمرات أو ندوات تتحدث عن تلك المهارات لأهميتها لاسيما عندما يكون جمهور المحاضرة من فئة الشباب
واجهت المصري العديد من التحديات والعقبات خلال حياتها العملية ، فهي ترى أنّ " البيروقراطية التي ينغمس بها عالمنا تحبط الكثير من المشاريع الرائدة، وتعامل المجتمع مع المرأة العاملة بشكل عام وخاصة إن حظيت بالمعرفة وقوة الشخصية وبعض الميزات الأخرى من حرية وحداثة لا زال مقصوراً، هذا بالإضافة إلى افتقار البعض من المسؤولين القدرة على اتخاذ القرار، وعدم إدراك الكثيرين لأهمية عامل الوقت، والنمطية بالحكم والتعامل مع الآخر"
وعلى الرغم من تلك الصعوبات والتحديات التي مرّت من خلالها المصري إلاّ أنها استطاعت وعبر طموحها وحبها للعمل تحقيق انجازات لا زالت تفتخر بها، وهنا تقول " لا انجاز يعلو على أن ترفد الوطن بأبناء صالحين منتجين متعلمين مثقفين منتميين وايجابيين فهم أهم ما تقدم بلا منازع وأنا فخورة جداً بأبنائي، وعلى الصعيد المهني فإن مشروع القرية العالمية كان انجازاً كبيراً على مستوى الوطن سواء من الناحية الاقتصادية أم السياحية فقد ساعد المئات بشكل ايجابي"
حظيت المصري بالتكريم بفضل انجازاتها وأعمالها المميزة؛ فهي عضو فاعل في أكثر من جمعية خيرية، حيث تم تكريمها من قبل سمو الأمير فيصل بن الحسين، وأيضاً تم تكريمها من قبل دولة رئيس الوزراء معروف البخيت، ومن وزارة الثقافة، وهي حاصلة على جائزة الجولدن هيلسمن من مؤسسة السياحة العالمية، وعضو في المؤتمر الاقتصادي العالمي
وترى المصري أن خدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي واجب والزامي على الجميع، وهنا تقول "البسمة والمعاملة الحسنة والتبرع بما نستطيع وبما لا نحتاج وتمكين الآخر والرفق بالأقل حظاً ومنح الفرصة للموهوب والمتعثر والنجدة لمن يطلب وغيرها الكثير هي اقل ما يمكن أن نقدم لمجتمعنا ..إلاّ أنني أؤمن بالعمل المؤسسي الممنهج والمنظم وليس بشريعة الفزعة"
وتضيف " العمل من خلال الجمعيات أكثر فاعلية وأكثر قدرة على الوصول لأعداد أكبر ويميزه العدالة بالعطاء(وهذا بالطبع لا يمنع أن يقدم البعض مساعدات فردية) لدلك انضممت لبعض الجمعيات في الأردن التي تحمل فكر العمل الجماعي المنظم وتحكمها أطر عملية شاملة لكافة مناحي الحياة التي تقدم المساعدة على اختلاف أنواعها للمحتاج وهو من أحب الواجبات التي أقوم بها في حياتي ويأخذ الكثير من وقتي"
وبعيداً عن عالم الأعمال تمارس المصري هواياتها المتعددة ضمن أوقات فراغها وهي تؤمن أنّ الانسان المعتدل الوسطي يهوى كل ما في الحياة وكل ما يجلب السلام والسعادة لروحه وعقله، وتقول "السفر متعة وكتاب للتعلم والاطلاع على حضارات الشعوب والموسيقى غداء هام للروح وعالم السينيما مدرسة وتجارب هامة تريح الفكر لساعات والحياة الاجتماعية مع العائلة والاصدقاء تملئ الوقت بأجمل الذكريات وتوطد العلاقات الانسانية أما المطالعة والرياضة فهي واجبات أساسية يصعب علي أن أصفها بالهواية"
وتنهي المصري حديثها بالتأكيد على أهمية ودور المرأة الأردنية في المجتمع وفي مختلف المجالات، وهنا تقول " ليكن لنا في جلالة الملكة رانيا القدوة ونقول علّم امرأة تُعلّم مجتمع ولا شيء يعلو عن المعرفة و العمل والتربية الصالحة للأجيال القادمة والأهم أن نعرف حقوقنا وواجباتنا"
Comments