بيكوز اي كير_خاص_ المتابع لمسيرة هيفاء ضياء العطية العملية يحس بأهمية التعليم والتعّلم بالنسبة لها، لا سيما وأنها بدأت حياتها العملية كمعلمة في وزارة التربية والتعليم، وهي محطة تعني لها الكثير؛ فمن خلالها استطاعت التواصل مباشرة مع تحديات المعلّم وتحديات وزارة التربية والتعليم، ثم عملت في مكتب ولي العهد لسنوات طويلة كان الأردن حينها يخطط بالنهوض في مجالات عدة منها التطوير التربوي فكانت هذه فرصة لها للاطلاع على التخطيط الاستراتيجي واهمية وضع المعلومه والبحث العلمي في يد صانعي القرار ممن يضعون السياسات. اما عملها على تأسيس مدرسة البكالوريا في عمان ومع منظمة البكالوريا الدوليه في جنيف وبعدها مع شبكة الاغا خان في فرنسا وشرق افريقيا فكان مكملا لهذا المشوار وأعطى بعدا دوليا لخبرتها وفكرها.
والآن تعمل العطية رئيسة تنفيذية لمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية – وهي الرئيسة المؤسسه لها – وترأس مجلس إدارة اكاديمية الملكه رانيا لتدريب المعلمين ومنصة ادراك، قتقول ل "لانني اهتم " هي مرحلة مفصلية في حياتي العمليه فالعمل في الصف الأولى هو مسؤولية والقيادة تعني رفع قدرة المؤسسة بكاملها على العمل في اية ظروف ورغم اية تحديات".
وتضيف العطية ان خصوصية الأردن منبثقة عن مجموعة من المزايا والتحديات والتي تتشكل منها بيئة مثالية لبناء نظام تعليمي جديد ، وفرصه لاعتماد منهجية الابتكار والتطوير لتحقيق آثار ملموسة على مخرجاته، وكل هذا بما يلبي طموحات الفرد والأسرة والمجتمع بل ومتطلبات التنمية والتقدم على الصعيد الوطني ليعود الاردن ويحتل مركز الصدارة في المنطقه بموارد بشرية متميزة ويكون مثالاً يحتذى به على الصعيد العالمي
وتؤكد العطية أن المؤسسة ، ومنذ إنشائها قبل اربع سنوات، تعمل على تغيير واقع التعليم في الأردن بالاعتماد على الأدلة والبيانات، مكملة اياه بالمتابعة لتقييم أثر الإصلاحات والبرامج التي يتم تبنيها أو تعميمها على أداء وتحصيل الطلبه على صعيد المملكة، مدركة ان هذا لا يأتي إلا من خلال شراكات تبقى أساسية لإنجاح مسيرة التطوير. وأولى هذه الشراكات هي مع وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات الجامعية والبحثية من داخل وخارج الأردن، بالإضافة إلى الجهات الداعمة التي تقوم بدعم العمل وتمويل البرامج المبتكره التي من شأنها التأثير على مخرجات التعليم .
وتؤمن العطية بضرورة أخذ الرأي والرأي الآخر قبل اتخاذ أي قرار لكن يستلزم الامر الحسم والشجاعه بعد ذلك في اتخاذ القرار، فالتشاور يعطي الثقة لصاتع القرار ،الإحساس بالمشاركه بالمسؤوليه لمن تتم استشارتهم، كما ترى أنّ أبرز ما يميّز المرأة القيادية هو ثقتها بنفسها وبحدسها، وتعاملها بهدوء مع المستجدات والتحديات ثم الذكاء في اختيار الفرص، والذكاء في التعامل مع الناس وضرورة تقبّل الفشل والتعلم منه والتعامل مع العقبات والصعوبات وتجاوزها لكنها تعتبر ان الأهم من ذلك كله هو التعلم الدائم والمستمر.
وهنا تقول " اطّلع على تجارب الآخرين وأتعلم دائما منهم، الصغار والكبار على حدٍ سواء، ولابد من أن تكون القيادية حاسمة ومتعاطفة في نفس الوقت فأنا أتعاطف مع فريقي افرادا ومجتمعين واعمل بجد لخلق القيادات الثانوية التي ستتمكن في المستقبل من تبوؤ المراكز القياديه المنقدمه وهذا يتطلب صقل مهاراتهم من ناحيه والعمل على قوتهم الكامنه من جهة اخرى".
وكما ترى أن الصورة النمطية عن المرأة ستتغيراذا دعمت المرأة المرأة، لافتة إلى أنّ الإعلام بدأ بالتصدي لذلك من خلال إبراز القياديات وتسليط الضوء على دورهن في تشجيع النساء في محيطهن وخلق قيادات نسائية داخل كل مؤسسة يقمن عليها حيث تستطيع تلك المؤسسات خلق البرامج ووضع اللبنة الاساسية لذلك. فكرة المرأة تدعم المرأة هي ثقافة من الممكن تنميتها بدءا بالمنزل وضمن اطارالاسره.
والعطية عضو في ملتقى النساء العالمي، وكانت عضواً في مجلس إدارته الدولي في العاصمة واشنطن بالإضافة إلى مجلس إدارة فرع الاردن، وعضو في برنامج تطوير القيادة والملازمة الذي يعمل على تمكين النساء، وتقول ان للملتقى مكانه خاصه في قلبها كما للجمعية الأردنية لترقق العظام ومركز البنيات للتربية الخاصة.
وخلال العامين الماضيين عملت العطيه عضوا في اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي تشكلت بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني حيث عملت مع غيرها من الأعضاء على وضع استراتيجيه للاعوام العشره القادمه.
وتقول حول ذلك "من اهم إنجازات المؤسسه االعمل على تأطير الافكار وتقديم الأبحاث والبيانات والدعم اللازم للجنه للخروج بالاستراتيجية ومن بعدها ببدء العمل على ترجمة توصياتها الى برامج اصلاحيه حيث أطلقنا برنامج دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة من خلال أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين حيث تم تخريج أول فوج منه برعاية كريمة من جلالة الملكة رانيا العبدالله في تشرين أول من العالم الحالي".
وللابحاث والبيانات اهميه كبيره في صناعة القرارات السليمة وتطوير البرامج الفعّالة. ومن بين الدراسات الثي قامت المؤسسة بإطلاقها دراسه بعنوان (معلمو الأردن) مبنية على استبيان أجرته المؤسسة عام 2014 على عينة من المعلمين، ويتم اعاده الاتبيان كل ثلاثه سنوات، بالإضافة إلى دراسة حول (الآثار الاقتصادية للاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة في الأردن)، ودراسة أخرى جديدة حول (الطفولة المبكرة في الأردن).
وبعيداً عن العمل تعشق العطيه الموسيقى وعن ذلك تقول "الموسيقى هي جزء هام من حياتي، أتواصل من خلالها مع الجمال ووالجأ اليها لأجد الهدوء النفسي وبنفس الوقت لشحن طاقتي بعد أيام العمل الطويله، وهذان الأمران لا يجتمعان بالنسبة لي إلاّ عبر الموسيقى، فهي رفيقي أرى فيها شيئاً مفقوداً في مجتمعنا وهنا أود أن أشيد بمبادرة صالون وطن للموسيقى وفكرتها الرائده".
كما تعشق العطية كرة القدم منذ طفولتها، فهي بمثابة حلقة وصل مع والدها الذي تذكر احتضانه لها وقفزه معها عندما كانا يستمعان معا إلى مباريات الدوري الانجليزي عبر الراديو بعد عودتهم من المملكه المتحده فتقول "كان أبي يعشق كرة القدم وهو من مؤسسي نادي الجزيرة الرياضي وعمل في اتحادات رياضيه عديده فكانت الرياضه جزءا من طفولتنا بل ومن ثقافه الاسره ككل" وتضيف "إلى جانب كرة القدم أعشق الجمباز وارى فيه أرقى تجسدات القوه والفن والجمال".
وحول سؤالنا بماذا ولماذا تهتم هيفاء ضياء العطية تجيب "انا اهتم باحداث التغيير وبمستقبل الأطفال وبالشباب، انا اهتم بطموحاتهم واحلامهم، واحلم بمستقبل يلبيها لهم بل وبمؤسسات تعزز هذا المستقبل وتوفر فرصا متكافئه للجميع، تحقيقا للعدالة الاجتماعيه"
Comments