بيكوز اي كير_ تقول الحكايه بأن فتاة تمر في دهليز, وبه عدة ابواب، فتفتح أول باب, واذا به أناس يبكون, بائسون, فتغلق الباب بسرعه, وتنطلق للباب الذي يليه، تفتحه, واذا به موائد ممدوده, بها ما لذ وطاب من الأطعمه, وأناس جالسون حول هذه الموائد, ولا يأكلون، فتغلقه, وتمضي الى اخر الأبواب
وحين تفتحه تجد ذات المشهد, موائد بها ما لذ وطاب من الطعام, وأناس لا يأكلون, فتسألهم عن السبب، ويشرحون لها بأن ملاعقهم البالغ طولها حوالي الذراع, لا تصل أفواههم, فكيف عساهم يأكلون، يجلس كل منهم حاملا ملعقته الطويله, العديمة الفائده محزونا! ينظر الى الموائد ولا يرى اليها سبيلا
تقول الحكايه, أن الزائرة اقترحت عليهم بأن يطعم كل منهم الأخر، فيفعلون, ويبدأ كل منهم بملء الملعقه بالطعام, وإطعام الأخرين، ويشعرون للمرة الأولى بطعم هذه الأطاييب, والتي كانت طوال الوقت أمام ناظريهم, ولم يتمكنوا من الوصول اليها، لأول مره يتبادلون طعم الأشياء بحلوها ومرها
لست أدري لم تذكرت هذي الحكايه وأنا أرى حمى التنافس في كل زاوية من وطني، كل يحمل ملعقته الطويله, ويصر على الأحتفاظ بها, فلا هو يأكل ولا غيره
في الوطن ملاعق كثر, وموائد أكثر ان مد كل منا يده للاخر..
في هذا الوطن ذراعات لا بد أن تنثني لتبني, وأن تتكاتف لتعبر, وأن تتصافح لكسر العزلة والفرقه
في هذا الوطن لا بد أن يكون هناك لقمة للجميع
FB: Arwa Hamaideh
Comments