في يوم شديد الحراره توقفت بشارع لسيده لا أعرفها, بدت متعبه تمشي تحت لسعة صيف شمسه لا ترحم. عرضت توصيلها.غير أن هذه السيده ورغم دهشتها من عرضي المتواضع, إعتذرت بلطف شديد متعللة بأنها قد وصلت. ولكنني استشعرت ظلال إبتسامة وإمتنان في طيات إعتذارها.
لماذا توقفت؟؟؟
لا أدري, رغم كل التحذيرات والأخبار التي تقتل كل خير يناضل في دواخلنا!
وفي أسفاري, اعتدت حمل علب صغيره من الوطن. حلوى الأردن التقليديه. وفي أحد الأيام, كنت أصارع حمل حقيبة السفر المتخمه, على أدراج الرصيف في محطه قطارات مدينه في المانيا. وتسارع إحدى العاملات في سكة الحديد الوطنيه بقبعتها الحمراء ودون أن أطلب لمساعدتي. ثم أطلب منها التريث, فأفتح الحقيبه لأهديها علبتي السحريه. وأوضح لها أنني إبنة الأردن, وأشرح لها مكونات الحلوى. شكرتني بكلمه, ورأيت ظلال فرحة صغيره في محياها تنطق قائلة: لم أكن أتوقع!
أما في تركيا بلاد الحلوى والمكسرات والتنوع, فقد أهديت علبتي السحريه لعاملة تنظيف الغرف في الفندق. لم نفهم كلانا ما قلناه لبعضنا. وأشك أنها عرفت من أي بقعه أنا هذا الغريب. وفي اليوم التالي, تقرع بابي هي وثلاثة من زملائها في العمل.
دهشت أنا هذه المره, فلم أفهم ما سر هذه الجمعه. وليست سوى دقائق حتى فهمت أنهم تذوقوا قطعا من بلادي وتشاركوا علبتنا السحريه, وأرادوا التعبير عن روعة المذاق والشكر بأنني ميزتهم بهذه الأعطية الصغيره. وهنا فرحت أنا و دهشت.
وأتوقف أحيانا بلا تخطيط كعادتي, وأمد أحد عمال الوطن أو حراس الأماكن, بعلب عصير مثلجه أو قارورة ماء أو خبز ساخن او قالب تمر أو غيره... ما يتوفر بسيارتي أو معي حينها. وهؤلاء لا يعرفون وقتا للشكر, مثقلون بهم النهار.
ولهذا اتوقف كل مره...لأنني أهتم بخير بلا حسابات. بلفتتة صغيره غير محسوبه, فأنا أيضا تفرحني وقفات الخير المدهشه التي تأتي بلا ميعاد....
فلم لم نعد نتوقف قليلا عند محطات خلق الفرح والعطاء.....
لماذا لا نتوقف قليلا عند إنسانيتنا....لماذا لم نعد نهتم؟
FB: Arwa Hamaideh
Comments