حالة طبيعية ان تثير الترجمة لقضية السائحة الايطالية عارضة الازياء "نينا مورس " في انتقاداتها وملاحظاتها السلبية على الحالة السياحية الاردنية موجة تباين في الراي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ، تباين وصل حد الجدل الساخن بين مؤيد ومعارض لطروحاتها لكن ما هو غير طبيعي ويحتاج الى وقفة رد الامين العام لوزارة السياحة عيسى قموه على القضية وانه سيلاحق " كل من استغل تلك السائحة في حال ثبت ذلك ... دون التأكد اولا مما قالته هذه السائحة!!
لن ننظم لركب المتجادلين لكن رد الامين اغفل قضية الصعوبة في الوصول لهؤلاء من جهة وان تحقق له الغرض من جهة اخرى فالاستناد الى صحة الرواية من عدمها قضية تندرج في باب التحقق والتحقيق والاستماع للشهود وهي عوامل من الصعوبة بمكان او زمان ان تتوافر عناصر التعاطي السليم معها
لكن ماذا لو تعاطينا وسط زحمة الاستهتار والسخرية التي سادت القضية من خلال المنابر كافة على انها واقعة حقيقية واعتبارها درسا يستوجب التعاطي معه بغرض العظة والاصلاح والتطلع لمستقبل افضل في الجانب السياحي واجتراح اجراءات تقي من هكذا ممارسات مسيئة لو سلمنا بصدقيتها
ان التعاطي مع شكاوى السياح سواء قدمت مباشرة او من خلال اي اليات تبتكرها وتعممها الوزارة على محمل الجد قضية اساسية لان السائح عموما اكان أردني الجنسية او أجنبيا لا بد له نهاية المطاف ان يكون راويا يرويه حيال تجربته السياحية في اي بلد يزوره فيكون ناصحا ربما لاقرانه او معارفه او حاثا لهم على تجربة ما ذهب اليه او يمنحهم صورة سلبية لحثهم على تجنب كل او بعض ما وقع فيه ولربما التخلي عن فكرة زيارة البلد الذي زاره نهائيا من هنا يأتي دور الوزارة في التعاطي والردود على هذه المعلومات الذي يكون في الغالب مفيدا لان التباين في الثقافات احيانا قد يكون اساس مشاكل كثيرة في الجانب السياحي من هنا فالايضاحات قد تجلي الصورة وتؤسس لفكرة وانطباع مغاير لدى السائح
لاشك ان في الادن مقومات سياحية يفترض ان تجعل منه بلدا سياحيا بالدرجة الاولى يتكيء على عظمة تاريخية وحضارات واثار تستطيع ان تستقطب سياحا من بقاع العالم كافة فهناك دول ليس لديها ما لدينا من اثار ولكنها مع ذلك تستقطب سياحا باعداد هائلة ( لا حسد طبعا ) فما الذي يمنع ان يزور وفدا سياحيا تلك الدول ومعرفة الخطة السياحية التي تطبقها على الاماكن السياحية وعلى الشعب ليكونوا بهذا الاهتمام السياحي
النموذج اليوناني قد يكون مثلا يحتذى فاليونان بلد منهار اقتصاديا وعانى من مديونية هائلة لكنه في الجانب السياحي لا يملك الا هضبة الاكروبوليس والقليل من بواقي المعابد القديمة المتناثرة والاسواق القديمة مع الاخذ بعين الاعتبار ان تركيزنا على اثنيا تحديدا بعيدا عن الجزر فنجد ان عدد السياح الذين يزرونها سنويا هائل جدا وهي كمدينة بالمناسبة اي اردني يزروها لا بد ان يطرح السؤال عن اسباب الحضور السياحي لهذه المدينة رغم شح المقومات في وقت نملك اردنيا عشرات ما تملك من مقومات ، البتراء وجرش وام قيس وغيرها الكثير من مدن تتفوق بعظمتها مئات المرات على الاكروبوليس .
وزارة السياحة يفترض ان تطرح هذا السؤال وتبحث عن اجابات له
السياحة ستكون لنا لو ان تنشئتنا في مدارسنا اتبعنا بمناهجها منهاجا ملحقا يعزز القيمة السياحية في نفوس الطلبة وربط هذه القيم بمستقبلهم ما يمكن ان يؤطر لفهم غايته تحقيق حدود جيدة في التعامل الشعبي مع السياح باعتبارهم ادوات تحسين ورفع للمستوى الاقتصادي للبلد فهو نهاية المطاف جزء من استمثار ينبغي السائح احسان استغلاله
ناهيك عن عدم توفر المرافق العامة في الاماكن السياحية والذي يشكل عائق امام السائح لعدم وجود ايضا رقابة على مثل هذه المرافق الصحية والتي تتواجد بقلة ، ونذكر هنا تجربة السائح الامريكي والذي تحدث قبل عدة اشهر خلال زيارته للاردن عن عدم نظافة المرافق العامة في المناطق السياحية في الأردن وهنا دور وزارة السياحة توفير المرافق العامة ومراقبتها ومتابعتها لان الزائر يلحظ ان الاماكن السياحية تفتقر لادنى المتطلبات الضرورية وهي المرافق الصحية
الخوض في الجانب السياحي متشعب ويشمل تهيئة الاماكن والثقافة المجتمعية حيال السياحة عموما ناهيك ضرورة التخلي عن افكار ان السائح قادم لبضعة ايام ولا بد من استثماره خير استثمار ولو بطرق سلبية متناسين انه اولا واخيرا شأنه شأن نموذج مصغر لرحالة زار بلدا ورواياته وادواتها لابد ان تكون عامل جذب لغيره او منفرا من هذا البلد من هنا فالوزارة معنية بشكل جدي على ازالة كل ما تعتقد انه يمكن ان يشكل سلبية او عائقا امام السياحة من جهة وان تصغي جيدا لما يردها بعيدا عن النزق والانفعال الذي يفضي لردود مستجلة لا تغني ولا تسمن
Comments