بيكوز اي كير _ عززت النتائج الانتخابية البلدية واللامركزية تواجداً لافتاً للمرأة على صعيد إثبات اكتسابها مهارات تطوير وإدارة الحملات الانتخابية ما بات يؤطر لتنامي واتساع دائرة تمثيلها في أي انتخابات قادمة.
وبدا واضحاً أن التواجد النسوي كان حاضراً في مختلف المناطق الانتخابية وشهد بعضها تنافساً وندية أفضت لفوز متفوق بالصناديق والظفر برئاسة مجالس محلية ومقاعد بلدية.
"لانني اهتم " رصد الحالة التفاعلية والانعكاسات الإيجابية للحدث على المرأة، وفي هذا الإطار أبدت العين الدكتورة سوسن المجالي فخرها بنجاح وتفوق عدد لا بأس به من النساء وخاصة من خارج العاصمة عمان ومن المحافظات الأخرى.
واعتبرت المجالي هذا التفوق بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى ضرورة العمل أكثر من قبل الجهات المعنية لتشجيع المرأة على المشاركة في الانتخابات.
وتقول "نتأمل أن تزيد نسبة مشاركة الشابات في المرات القادمة بالعملية الإنتخابية وأن تكون نسبة المقاعد المخصصة للمرأة في ثبات سواء أكانت انتخابات نيابية أم بلدية وحتى اللامركزية بحيث تكون موحدة ذات فلسفة واحدة".
ودعت بأن تشجّع النساء النساء في العملية الانتخابية، وأن تعمل الحكومة على إبراز النساء القياديات ذوي التجارب الناجحة ليكونوا قدوة لغيرهم، وألاّ تكون العملية الانتخابية بالفزعة وذلك لزيادة مشاركة المرأة في الترشح.
وأكدت المجالي على ضرورة وجود برامج مدروسة مسبقاً ومنظمة من قبل الجهات المعنية بحيث تكون قبل فترة زمنية ليست بالقصيرة لتتمكن من إعداد المرأة المرشحة، بحيث تصبح على جاهزية مع قرب العملية الانتخابية، وألاّ يكون ذلك قبل العملية الانتخابية بفترة شهر كما يحدث غالباً.
ولفتت إلى دور مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالمرأة في توعية وتثقيف المرشحة، مشيرة إلى ضرورة تمكين المرأة اقتصادياً أولاً لتصبح قادرة على العمل سياسياً، وألاّ تعتمد تلك المؤسسات على الدورات الممولة من المنظمات الأجنبية بل يجب أن يكون لديها برنامج محدد وواضح للعمل مع المرأة المرشحة؛ سيما وأن المرأة دائماً ما تكون أكثر نزاهة وانضباط.
وأعربت المجالي عن سعادتها بنجاح السيدات في العمل البلدي ومساهمتهن الفاعلة في خدمة مناطقهم، مشيرة إلى ظهور دور للمرأة القيادية وفي مختلف الميادين مؤخراً مما يدل على زيادة الوعي لدى المرأة حول أهمية المشاركة في العمل السياسي والبرلماني.
ودعت بأن يكون جزء من خطة الحكومة زيادة الاهتمام بدور المرأة وتشجيعها وتوفير كافة السبل لمساندتها وتقديم العون لها، وأهمها الفرص الإقتصادية وفرص العمل لتتفرغ للحياة السياسية والحياة البرلمانية خصوصا من ذوي الكفاءات وتهيئة الجو المناسب للمرأة حتى تتفوق وتقدم كل ما لديها من طاقات وقدرات في خدمة مجتمعها.
من ناحيتها تعتقد الكاتبة الصحافية سهير جرادات أن الانتخابات كانت نزيهة ولكن ما يعيبها غياب نسبة كبيرة من الشعب الذي امتنع عن المشاركة، لأسباب عديدة يمكن التوقف عند بعضها وتحليلها، حيث بلغت نسبة الذين صوتوا ٣١.٧٪ وهي نسبة قليلة جدا، أي أن ما يقدر ٧٠٪ من الذين يحق لهم الانتخاب لم يشاركوا وكانوا غائبين وهؤلاء ربما كانوا مؤثرين .
هذا الأمر أدى إلى أنّ بعض الفائزين لا يحظوا بثقة الشعب، كما أن ذلك سمح للتكتلات العشائرية أن تفرز مرشحيها سواء في الانتخابات البلدية أو اللامركزية ومساعدتهم في الفوز .
وأشارت الصحافية جرادات إلى أن إقرار اللامركزية لأول مرة سهّل على فئة الشباب وكذلك المرأة للفوز بمقاعد البلديات او اللامركزية.
اما بالنسبة للنتائج التي حققتها المرأة الأردنية في انتخابات البلدية ، بينت جرادات أنه أصبح من الصعب إنكار بأن هناك تقبل في المجتمع لفكرة ترشح المرأة للانتخابات، خاصة المجتمع العشائري الذي أصبح الداعم الرئيس لبناته لخوض الانتخابات البلدية واللامركزية لتمثيل منطقتهن في صنع القرار وإحداث التغيير ولا نستغرب أن نساء حققن نتائج متميزة في مجتمعات شديدة المحافظة.
وأكدت جرادات أنه على الرغم من الفوز الذي حققته المرأة في الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات (اللامركزية) ، وفوز عدد من النساء بمقاعد بالبلديات عن طريق التنافس إلا أنه يبقى الأمل في أن يتضاعف الرقم ، بحيث يتيح للمرأة الأردنية من المشاركة في تطوير مجتمعها الذي تعد مكون أساس به.
بدورها أوضحت مديرة بنك تنمية المدن والقرى في اربد المهندسة ريم ابو الرب أن تفوّق المرأة في الانتخابات لم يأتِ من فراغ؛ بل جاء بعد انجازات عديدة لنساء أثبتن أنّ أداء المرأة يفوق أداء الرجل، مشيرة إلى أنّ منافسة المرأة للرجل في المواقع القيادية زادت من ثقة المجتمع بها، بل جعلت من المرأة نفسها داعمة لغيرها من السيدات من رؤيا إيجابية لتجارب نساء اثبتن موجودية في العمل.
وتقول أبو الرب " النظرة للمرأة بدأت تختلف، فقد أصبحوا يتقبلوا وجودها في كافة المواقع القيادية ، وهنا اتحدث عن تجربتي والتي اعتبرها ناجحة حيث كنت أول امرأة تستلم منصب نائب رئيس بلدية اربد الكبرى واستطعت الحصول على ثقة المجتمع بقدراتي كامرأة في العمل البلدي بالإضافة إلى أن التجارب المختلفة الناجحة للمرأة ساهمت في تغيير تلك النظرة".
وتضيف" أستطيع القول الآن أن المجتمع وصل لقناعة تامة وإلى ثقة بقدرات المرأة ونزاهتها، وحتى الكوتا وإن كانت في مرحلة ما ضرورية إلاّ أنها الآن تتناقص وذلك لقدرة المرأة على التنافس إذ أن المرأة والرجل الآن سواء ويتنافسون على الكفاءة".
وحول تجربة الترشح في الانتخابات البلدية أكدت نجود بطاينة إحدى الفائزات في عضوية مجلس بلدي أنها حققت النجاح من خلال التنافس، حيث حصلت على المركز الثاني من الأصوات، وأنّ منافستها لم تكن سهلة إذ كانت مع 11 مرشح منهم 9 ذكور.
ووصفت تجربتها بالرائعة، مشيرة إلى أنها تشعر بالمتعة في مساعدة الناس؛ حيث دفعها حبها للوطن ولخدمة مجتمعها لخوض غمار الانتخابات .
وأكدت البطاينة على أنها ستركز وخلال عملها البلدي على استكمال مسيرتها الأولى من العمل والتطوير عليها سيما وأنها خاضت تجربة العمل البلدي مسبقاً فقد كانت أول سيدة تطرح نفسها للانتخابات آنذاك وتحقق النجاح لتعود وخلال هذه التجربة مرة ثانية للمجلس البلدي.
وأوضحت أنها ستبذل كل ما بوسعها من أجل خدمة منطقتها وتطويرها، لافتة في الوقت ذاته إلى قدرة المرأة ونجاحها في العمل البلدي على الرغم من وجود بعض من يسعى لتهميش دورها.
بدورها وصفت ياسمين الزعبي إحدى الفائزات في عضوية مجلس محلي تجربتها بالممتعة حيث حققت الفوز عبر التنافس مع 6 مرشحين ذكور وسيدة، وتقول " كان نجاحنا انا وزميلتي هدى نصير بمثابة التحدي الكبير، حيث حصلت على 957 صوت وبمنطقة هي ليست قاعدتي الانتخابية لذلك كان التحدي اكبر واصعب واستطيع القول أنني انني اكتسحت الأصوات".
وتضيف الزعبي "خطتي القادمة تتمثل بأن أنشئ لجان مصغرة للوصول إلى كافة احتياجات أبناء منطقتي ودراستها للوقوف على احتياجاتها وقد يساهم عملي كمديرة مشروع تحسين الأداء البرلماني من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية لثلاث محافظات بالمملكة سيساهم في مساعدة وتقديم الدعم للمنطقة والتوعية فيما يتعلق بالعملية الانتخابية، حيث نعمل من خلاله جلسات مركزة لاصحاب المصلحة في الدوائر الانتخابية، كما سأعمل على عقد مؤتمر كل ثلاثة شهور للوقوف على إنجازات المجلس ما تم إنجازه وما يحتاج الى انجاز".
بدورها أوضحت فاطمة بني ياسين عضو مجلس محلي أن تجربتها في العمل البلدي بدأت منذ عام 2003، إذ كانت من المُعينات في البلدية، وتقول "كانت التجربة جميلة ولم يكن المجتمع يتقبل بسهولة وجود نساء بالمجالس البلدية لا سيما المجتمع الريفي وبعد أن اثبتت موجوديتي فزت ب 2007 بالتنافس وعملت على تطوير أدائي وتقديم الخدمات لمنطقتي ولذلك فزت ب 2013 بأصوات تعادل أصوات الرجال المرشحين حتى لا نخسر مقعد عند فوزي بالتنافس".
وتضيف " أتقدم بالشكر لأهل منطقتي لزيادة ثقتهم بعملي الجاد فقد تم ترشيحي من قبلهم بالتزكية لهذه الدورة والتزكية تعني اجماع بلدي وهذا يعني نسبة 100/100 الا ان تعليمات الهيئة الاخيرة والتفسير الذي صدر بعدم إكمال مساري الانتخابي وحصولي على مقعد الكوتا في المجلس المحلي فقط حرمني من التنافس على رئاسة المجلس المحلي في حين كان عليه اجماع من العشيرة وأهل المنطقة فكان لهذا الاقصاء والتمييز ضد المرأة بسبب التعليمات التي أصدرتها الهيئة ومع ذلك لن أتوقف عن العمل وخدمة المجتمع وتقديم الأفضل، كما أنني سأعمل على إبراز دوري كامرأة أجادت الدور الذي كان حكرا على الرجال".
يُشار إلى أن نسبة الإناث شكلت الأكبر من إجمالي الناخبين في المملكة ، بعدد يتجاوز نحو 182ر2 مليون ناخبة وبنسبة 53 بالمائة، في حين يبلغ عدد الناخبين الذكور 927ر1 مليون وبنسبة 47 بالمائة، بينما يزيد عدد المرشحين عن الإناث الا ان ذلك لم يمنع المرأة من التفوق في النتائج .
كما وبلغ عدد المترشحات على مستوى المملكة 1195 حيث بلغ عدد المترشحات عن عضوية مجلس امانة عمان 12 مترشحة وعن رئاسة المجلس البلدي 5 وعن مجالس المحافظات 117 ولعضوية المجلس البلدي والمجلس المحلي 1061 مترشحة.
Comments