بيكوز اي كير_ بدأت العمل كمهندسة؛ فهي تعتبر من أوائل المهندسات في اربد وتحديداً منذ العام 1988، واستطاعت ومن خلال دراستها "الهندسة" كسر حاجز التعامل مع الجنس الآخر في العمل، وصقل شخصيتها وتمتعها بالقوة والاندفاع.
المهندسة ريم أبو الرب مديرة بنك تنمية المدن والقرى في اربد ونائب رئيس بلدية اربد الكبرى بدأت العمل في بلدية المفرق وبعدها رئيسة لبلدية اليرموك الجديدة لمدة ثلاث سنوات ومن ثم انتقلت للعمل بالتدريج في البنك إلى أن وصلت لمنصب مديرة منذ ثلاث سنوات.
تقول أبو الرب " كنت أول سيدة تترأس بلدية حيث كانت تجربة جميلة منحتني الخبرة وقد أنجزت الكثير خلال هذه المسيرة وكانت الإمكانيات صعبة في البلديات إلا أنني أثبت نجاحاً وطورت على المنطقة بإحداث نقلة نوعية في تغيير فكرة الناس حول قيادة المرأة للبلدية وقد أصبحوا في تلك المناطق يثقون بقدرة المرأة على قيادة العمل البلدي وهذا كان مؤشراً دفعني لأقدم الأكثر على صعيد العمل".
وحول عملها في بنك المدن والقرى أوضحت أبو الرب أنها تقوم حالياً بإدارته بطريقة غير تقليدية الأمر الذي أدى إلى تميزه مقارنة مع غيره من الفروع، مشيرة إلى أنها تعمل على تحفيز الموظفين بإعطاء أفضل ما لديهم، سيما وأن هناك العديد منهم من يمتلكون الخبرات، إلاّ أنهم بحاجة لمن يقف إلى جانبهم لدعمهم وإطلاق طاقاتهم وابداعاتهم.
هذا بالإضافة إلى تميّز فرع اربد من خلال عمل برنامج مطابقات الكترونية، حيث تمّ تطبيقه في كافة الفروع وبالإدارة الرئيسية، إذ حقق النجاح عبر تعميمه على كافة أقسام البنك في المملكة.
وعن أسلوب وطريقة عملها تقول أبو الرب " أعتمد على أسلوب خلق القيادات بالعمل والقيادات البديلة من الشباب فلا بد من اعطائهم الفرصة للعمل والتعلم والتغيير وتشجيعهم ودعم الطاقات، وأفكار التحفيز هي الأهم لدي، وانا أثق في قدرة المرأة على العطاء والانجاز والقيادة النسائية رغم الكثير من التحديات خصوصاً إذا كانت ربة أسرة، لكنها الآن أصبحت قادرة على تحمل الأعباء وبطاقات هائلة، والقدرة على التوازن ما بين المنزل والعمل والنشاطات الاجتماعية أيضاً، وما يميّز المرأة هو قدرتها على تحمّل الأعباء الكثيرة دون تعب إذا كانت تشعر بالنجاح والتفوق والانجاز".
وأوضحت أن بنك تنمية المدن والقرى مؤسسة حكومية مستقلة يبلغ رأسماله 70 مليون دينار مساهمة من الحكومة والبلديات، وهو بنك تنموي تأسس عام 1985، يعمل على تحقيق أهداف عدة أهمها توفير التمويل اللازم والدعم لمشاريع البلديات، وإدارة أموال البلديات وإدارة القروض، فضلاً عن ضبط عملية الصرف لأموال البلديات ويقدم قروضاً لمشاريع إنتاجية وخدمية للبلديات.
كما يعمل البنك على إدارة ودائع البلديات ومساعدتها في دراسة مشاريعها وإعداد دراسات جدوى اقتصادية وإدارة القروض ومتابعتها فنياً ومالياً، بالإضافة إلى إدارة مشاريع ممولة دولياً مثل إدارة مشروع دعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين (مشروع التكييف) بقيمة 45 مليون لمدة ثلاث سنوات على مراحل وهو مشروع ممّول من البنك الدولي، إضافة إلى عدد من الحكومات الأجنبية.
وأشارت أبو الرب إلى أنه تمّ اختيار بلدية اربد الكبرى ضمن مشروع التكييف الأكثر تضرراً من أزمة اللجوء السوري وكانت الأولويات في المشروع تتمثل بالخدمات الطارئة، ليتم بعد ذلك الانتقال إلى خدمات أخرى بعد ان انهينا كافة المتطلبات التي تعتبر ضمن الطارئة مثل النظافة والصرف الصحي والانارة والخلطات الاسفلتية ومن ثم خدمات الصيانة للحدائق العامة وخدمات حمامات عامة بالطرق وإعادة تأهيل لعدد من المشاريع، لافتة إلى أنه يتم حالياً البحث عن مشاريع ريادية يتم العمل من خلالها على تشغيل أيدي عاملة وتوفير فرص عمل، إضافة إلى توفير مصدر دخل إضافي.
وأوضحت أن البنك يقدم نوعين من القروض لبلدية اربد الكبرى هي إنتاجية وخدمية، والإنتاجية مدرة للدخل مثل أسواق الخضار والثلاجات والمشاريع الاستثمارية والتجارية والمناطق الصناعية والحرفية، فضلاً عن مشاريع ترفيهية واجتماعية واستملاكات، أما الخدمية فتختص في البنية التحتية من أرصفة وطرق وحدائق وإنارة ومعدات وغيرها الكثير.
وعند دور المرأة القيادية في العمل أكدت أبو الرب على أن المرأة عندما تكون بموقع المدير فإنها قادرة على خلق جو أسري بين الموظفين، بحيث تدير العمل بكل حب وعاطفة لأنها بطبيعتها تتعامل بالإضافة إلى العقل بالعاطفة أيضاً وهذا ليس خطأً إنما يخلق امكانيات التحفيز والإنجاز والقدرة على إنجاز كمية عمل أكبر من قبل الموظفين خاصة عندما يشعرون بالراحة وأنهم أسرة وفريق واحد.
وحول عملها نائب رئيس بلدية اربد الكبرى أوضحت أبو الرب أن اختيارها كان بإجماع من المجلس البلدي وأنها تعمل كذلك رئيسة لجنة لمنطقة النزهة ورئيسة لجنة الاستثمار ورئيسة لجنة اللوازم وعضو في عدة عطاءات، مؤكدة في الوقت ذاته على كبر حجم العمل والجهد المبذول فيه.
وأشارت أبو الرب إلى أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل من سيخوض تجربة الانتخابات البلدية القادمة منها الخبرة بالعمل البلدي وامتلاك الكفاءة والقدرة والخبرة في هذا المجال لإدارة العمل البلدي بذكاء لافتة إلى أنّ البلدية تعتبر الآن بالعصر الذهبي لإدارة وزير البلديات المهندس وليد المصري العمل بطريقة ذكية إذ كان له دور كبير في تسديد المديونية.
وتقول في نهاية اللقاء " العمل متعب لكنه جميل بالنسبة لي لأن أغلب وقتي مليء بالإنجازات لمجتمعي ووطني، ويحتاج العمل كذلك إلى ديناميكية وهو أمر إيجابي بالنسبة لي لتقوية قدراتي وإعطائي المزيد من الطموحات"، وأضافت " المرأة أحياناً محاربة نوعاً ما ورسالتي هنا لا تحاربوا النساء وتحكموا عليهن سريعاً فهنّ قادرات على الانجاز والعطاء".
Comments