بيكوز اي كير _ استطاعت أماني عمورة تحقيق حلم طفولتها في ركوب الدراجة الهوائية والمشاركة في مسابقات ضمن مسافات مختلفة محلية وخارجية بعد اصرارها على تحقيق ذلك الحلم الذي لاقى الكثير من الصعوبات والتحديات.
عمورة من مواليد الكويت لعام 1981 انتقلت وعائلتها للسكن في الأردن وتحديداً إلى مدينة اربد عام 1993 حيث كانت لاتزال طفلة تلعب بصحبة أخيها كرة القدم وركوب الدراجة الهوائية، إلا أنّ العادات والتقاليد حرمتها بعض الشيء من ممارسة هوايتها بركوب الدراجة الهوائية.
تخرجت عمورة عام 2005 من جامعة اليرموك بتخصص الصحافة والإعلام وفي هذه الفترة وما قبلها كانت تبحث عن عمل والانتقال من اربد حيث انتقلت إلى عمان للسكن والعمل فيها.
تقول عمورة " أريد أن أقول لكل خريج أو باحث عن عمل أن هناك فرص عمل عديدة في البلد لكن لابد من تقديم بعض التنازلات وعدم التكبر أمام أي فرصة التي من الممكن أن تتيح فرص ومجالات أخرى لا يتوقعها الشخص".
وتشير إلى أنها التحقت بأحد النوادي الرياضية الداخلية وأخذت بممارسة الرياضية وبدأت بساعات قليلة حتى وصلت ل 4 ساعات يوميا وبعد عامين بدأت تبحث عن مجالات رياضية جديدة عندها سمعت وعن طريق احدى الصديقات عن رحلات المسير الجبلي وتسلق الجبال عام 2008 .
وأوضحت أنها ومنذ ذلك الحين بدأت بالخروج في تلك الرحلات سواء أكانت مسير أو الانزال الجبلي أو التسلق على الرغم من بعض وجهات نظر المحيطين بها التي لم تشجع الفكرة، وكانت البداية في ركوب الدراجات الهوائية بمسافات قصيرة داخل عمان تحديدا في منطقة دابوق وكانت المسافة التي اعطعها على الدراجة الهوائية تزيد بالتدريج حتى عام 2012 حيث كان هناك أول سباق لمسافة 32 كيلو متر والذي يبدأ من مأدبا حتى أم أذينة .
وجدت عمورة تشجيعاً من قبل أصدقائها بالمشاركة في إحدى سباقات حيث اشتركت وحصلت على المركز الثاني على فئة الدراجات الجبلية نساء وفي العام الذي يليه حصلت على المركز الأول على نفس الفئة ونفس المسافة والعام الذي يليه المركز الثالث وفي عام 2015 كان أول سباق يقام في البحر الميت تحديدا من المغطس حتى المنطقة الأغوار ولمسافة 100 كيلو مرورا بوادي الموجب وشاركت به حيث حصلت على حصلت على المركز الثالث بفئة دراجات الطريق نساء.
ولفتت عمورة إلى اشتراكها مع مجموعة من الشباب المصريين عام 2014 قاموا برحلة على الدراجة الهوائية خلال البلدان العربية بهدف جمع التبرعات لمؤسسات المجتمع ودعمهم وتشجيع المجتمع العربي على ركوب الدراجة الهوائية وممارسة الرياضة في المبادرة العالمية لركوب الدرجات الهوائية والتي تسمى (GBI) حيث كانت أولى رحلاتها معهم من مدينة البتراء الوردية حتى وادي رم فالعقبة وباليخت لمدينة طابا المصرية وبعدها مدينة ذهب حتى انتهت الرحلة في شرم الشيخ .
وفي نفس العام ومع نفس المبادرة كان لـ عمورة رحلة على الدراجة الهوائية لكن في الاتحاد الاوروبي حيث انطلقت الرحلة من مدينة بودابيست الهنغارية وصولاً إلى ميونخ الألمانية خلال 7 أيام ولنفس الهدف والغاية، وتقول" وهكذا بدأت في كل عام المشاركة كمسؤولة عن الفريق وفي كل عام كان عدد الدراجين يزيد والفكرة تصل للشباب بطريقة جميلة وهذا يعني أن الفكرة تصل لهم بالصورة الصحيحة".
وتضيف عمورة أنه وفي عام 2015 تم اختيارها من قبل فريق شيرزنان والذي مقره الولايات المتحدة الامريكية لتمثيل المرأة العربية المسلمة رياضياً حيث يهتم هذا الفريق في دعم المرأة رياضياً في مختلف المجتمعات تحديداً العربية لتشجيعهم على النهوض وممارسة الرياضة أكثر، حيث شاركت بجولة على الدراجات الهوائية في مدينة أيوا الامريكة والتي يشارك بها حوالي 15000 دراج من مختلف أنحاء العالم.
وتقول عمورة " كنت سعيدة جداً لأن كل من رآني قد اُعجب بي في أمريكا لمشاركتي في هذه الجولة وكوني الفتاة المحجبة الوحيدة بينهم فكنت ألفت أنتباه الجميع, وأصبحت سفيرة الفريق في الأردن وكانت من اجمل وأمتع الرحلات".
وتؤكد عمورة أن طريقها لم يكن يخلو من المصاعب والتي تمثلت بالكلام غي المنطقي من قبل البعض في المجتمع والتجريح إلى أنها لم تهتم لأحد كونها تمتلك ثقة كاملة بنفسها ولما تقوم به ومع ذلك أصبحت مثالاً للفتاة الرياضية فالكثير اصبح يمارس رياضة ركوب الدراجة الهوائية مؤخراً.
ولم تتوقف عمورة إلى هذا الحد من تحقيق أحلامها وطموحها إذ بدأت بالتفكير جدياً بركوب الدراجة النارية وفعلاً وبتشجيع من والدتها وأحد أصدقائها بدأت بالتدريب وحصلت على الرخصة بعد 3 ساعات تدريب فقط إذ كانت الفتاة الوحيدة بين 18 شاب تقدموا للتدريب.
وتشير عمورة إلى أنها بدأت الآن باستخدام الدراجة الهوائية وبشكل يومي وكبديل عن السيارة في جميع مشاويرها اليومية، وتقول "من المؤكد أنني لست الفتاة الأولى في الأردن التي تقود الدراجة لكن من الأوائل في استخدامها لتلبية احتياجاتي اليومية" وحول ركوب الدراجة النارية تقول " دائماً ما أرى صدمة الناس بالطريق تحديداً عندما يرونني أنني فتاة ومحجبة نتيجة للفكر السائد في المجتمع وهو أن كل راكب دراجة هو "شاب وأزعر" وهو فكر غير صحيح لذا أسعى دائماً إلى استخدام الدراجة النارية لتغيير الفكر الخاطئ والسائد لدى الكثير".
وحول مشاريعها المستقبلية فتتمثل في القيام بجولات باستخدام الدراجة النارية كما فعلت بالدراجة الهوائية والعمل على نشر الثقافة الصحيحة لاستخدامها داخل المدينة وتوعية المجتمع على آداب الطريق ومشاركته مع الدراجين سواء كانت نارية أو هوائية.
وتشير عمورة إلى أن رسالتي للجميع تتكون من ثلاث كلمات؛ هي هدف, وعمل، وصبر، داعية الجميع إلى تحديد أهدافهم مهما كانت صغيرة، والعمل بجهد وعزم لتحقيقها، بالإضافة إلى عدم الإلتفات لما يقوله البعض عنكم وعن أهدافكم، والتحلي بالصبر لتحقيق الأهداف، " وان سقطت وانت في الطريق قم وقف مرة أخرى وابدأ من جديد لتحقيق هدفك" .
أما حياتها المهنية فتؤكد عمورة أنها استطاعت تحقيق هوايتها وحلمها بركوب الدراجة الهوائية والنارية إلى جانب حرصها على عملها فهي صحفية عملت في أكثر من جريدة ومجلة، إضافة إلى عملها كمسؤول اعلامي ونشاط طلابي في مدارس فيلادلفيا الوطنية وبعدها مسؤوول اعلامي وطلابي في جامعة العلوم التطبيقية، وهي الآن مساعدة مدير في مركز آيبك للبرامج البريطانية ومتطوعة مع انجاز تحاضر حول القيادة ومهارات التواصل والعيش مع المجتمع.
Comments