رغم الانفتاح والتكنولوجيا وتعدد المصادر إلا أننا ما زلنا نعيش بحياة القشور ويقتصر علمنا علی العالم الافتراضي. أما جهلنا فما زلنا نحتفظ به داخل دهاليز عقولنا. نمارسه ونقتنع به وندافع عنه. فمثلا عندما تولد الانثی يستقبلونها بالخيبة وبالرغبه الدفينه بقدوم الذكر لأن الذكر امتداد للعائلة أما الأنثى فتعب وشقاء ( هم البنات للممات,)وعندما تكبر البنت قليلا يعلمونها وجوب مشاركة الذكر بممتلكاتها هذا لاخيك ثم لك وهذه اللعبه حينما ينتهي منها اخوك فهي لك. هم بذلك يعلمونها الملكية المشروطه بقبول الذكر وممزوجة بالعاطفة والموسومة بأحقية تنتمي الی الدرجة الثانية. وعندما تدرك البنت أن الحياة هي ذكر وانثی تبدأ مراسيم بناء السجون. سجن قضبانه حديد مفتاحه الحرام سقفه الممنوع. وثقافته العيب. ومن وراء السجون تری الحبل علی غاربه للذكر.
وعندما يقول الذكر لا فهو رجل بمعنى الكلمة قوى شجاع له رؤيه وموقف. أما ال لا عند الأنثى وقاحة وتمرد وتربية فاسده. ممنوع عليها التعبير عن عواطفها ممنوع الاعتراض ممنوع النقاش. لذلك تتعود علی الكبت والكتمان. وعندما تصطدم بحتمية الحب تعجز عن السلوك الصحيح. تتارجح بين العواطف والمفروض وتضيع بين ما تشعر وبما لا يجوز. فتنعت بالسلبية وبرودة العواطف. عندما يهجر الرجل بيته ويقع بحب الغوايه والتغيير فاللوم علی المرأة لأنها لم تستطع بذكائها احتوائه واجتذابه وفهمه. يقصقصون جناحيها ويعيبون عليها أنها لا تقوی علی الطيران.
أما إذا أرادت الأنثى ترك بيتها هربا من ظلم أو قهر اوخيانه اوضرب وعذاب فهي امرأة غير مسؤوله تركت بيتها وأولادها ونسيت امومتها وتعاد الی بيتها ذليل مرغمة علی عيش حياة ترفضها وتدفع فيها العمر والكرامه.
وعندما يخون الرجل فهي نزوة ونخترع لها مسميات منمقه ك مراهقة ال 40 ونزوة ال 50 وهبة ال 60. وإن أخطأت المرأة يتحول الرضيع في الأسره رجلا يحمل سيفا ليقطع رأس الأفعى.
وعندما تكون المرأة قويه وناجحة وصلبة العود فهي إما بنت الرجال أو أخت الرجال فهي لا تكون إلا منهم وبهم وبسببهم. وينكرون عليها حق التميز وبناء الذات.
لماذا تتهم الانثی بالضعف والهشاشة مع أنها تخرج الحياة من داخلها تقاوم الألم والموت لتهدي للحياة حياة آخری وعليها دائما عبءشهرزاد لتحافظ علی شهريار.
الذكورة ثواب وعقاب اما الأنوثة فهي عقاب فعليها أن تتحشم وتتحجب حتی لا يقع الذكر بالغوايه وبذلك يصبح غض البصر ترفا إن شاء الذكر غضه وإلا فالاثم واقع علی الأنثى وبذلك تنال هي العقاب وينجو هو بمفهومه من العقاب.
يدافع جميع الذكور عن المساواة يزينون بها أنفسهم بالدفاع عنها علی المنابر وباقلامهم وسيوفهم اذا اقتضى الأمر. وعندما يعودون الی بيوتهم يتمنى كل منهم أن يجد مدام أمينه بانتظاره تخلع حذاءه من قدمه وتحضر له ثيابه ولا تناقش ولا تتذمر. وعندما يتزوج الذكر فتاة أصغر منه بكثير فطوبی له فهو يجدد شبابه وتصبح الانثی معالجا نفسيا لذكر يشعر بالاكتئاب فيتزوج. أو تصبح مسجد عباده لمن أراد أن يعود عن انحرافه أو دفتر إقامة لمن يريد الهجره فيزوجوه لتمدد له إقامته. وإن كان عاطل عن العمل يتزوج ليصبح دورها أداة دفع وإصلاح. حتی الزواج أصبح صفقة خاسرة هو يتزوج ليشفی وهي تتزوج لتشقی.
*ناشطة ثقافية وتربوية
Comments