برعاية عضو مجلس الأعيان ضحى عبد الخالق، يُفتتح عند السادسة من مساء السبت المقبل في مقهى وجاليري «فن وشاي» بجبل اللويبدة معرض جديد للفنان التشكيلي الأردني سعيد حدادين بعنوان «مجاز لوني» ، ويضم مجموعة من الأعمال الحديثة والقديمة للفنان تعكس تطور تجربته ومشروعه الفني على مدى نصف قرن تقريباً، ويستمر المعرض لعشرة أيام.
عبر الفنان حدادين خلال رحلته الطويلة عن المشاعر الإنسانية في كافة مستوياتها، وبرزت المرأة في أعماله كرمز للحرية والخصب والجمال الأبدي، حيث يستدعي الفنان سعيد حدادين من عمق ذاكرته وجوها وملامح، وهو هنا لا يستنسخها أو يسجلها بكل تفاصيلها الواقعية على سطح اللوحة، بل يلجأ لأسلوبية تعبيرية خاصة تستعير من المذهب التشكيلي التعبيري تحايله على الواقع وتشويهه المتعمد له، وتذهب أيضاً إلى مدى معين في الاختزال والتجريد، كل ذلك يأتي في إطار كرنفال لوني غني ومبهر وجريء ومضمون ينحاز دوماً إلى الذات الانسانية وجوهرها الدفين.
والفنان سعيد حدادين المولود في مدينة ماعين عام 1945، حاصل على البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية (لفوف) في الاتحاد السوفييتي عام 1974. اقام 16 معرضا شخصيا منذ عام 1975، وشارك في حوالي 20 معرضا جماعيا داخل الاردن وخارجه، كما شارك في العديد من الملتقيات الفنية المحلية والعالمية، وتقتني اعماله عدد من المتاحف. عمل حدادين رسام كاريكاتير في مجلة الوجدان العربي التي كانت تصدر في هولندا، كما عمل مدرسا للرسم والتشريح في معهد الموسيقى والفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة في الاعوام من 1974 الى 1979، كما عمل مدرسا لمادة الرسم الحر لطلبة كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية عامي 1994 و1995.
ويقول الفنان سعيد حدادين إن رحلته منذ البداية كانت سلسلة من التحديات، حيث ذهب للاتحاد السوفييتي ودرس الرسم والتشكيل وعاد ليثبت لمجتمعه أن الفن ضرورة وجودية، متأسفاً لعدم وجود مناهج حقيقية في الفن والفلسفة بمدارسنا.
وقال حدادين إن الرسم منحه الفرصة للانفتاح على فنون أخرى، فكتب الشعر والقصة والرواية، وأحب أكثر الغناء والموسيقى، معتبراً الرسم لغة عالمية متغيرة ومتحولة ومتجددة باستمرار، وأنه قادر على تغيير مسار التاريخ؛ لأنه يدافع دوماً عن إنسانيتنا وله أثر عميق في دواخلنا.
ويقول الفنان الدكتور خالد خريس عن تجربة حدادين: «من وجهة نظري يعتبر سعيد حدادين واحداً من أهم الفنانين الأردنيين التعبيريين، حيث يمثل جيل ما بعد الريادة. ولطالما احتل الإنسان في أعماله الأهمية القصوى، وهو من خلال حرفيته وتمكنه من الرسم واللون، استطاع أن يدهشنا بأعماله التي تتناول على الدوام الإنسان بمعاناته وتأملاته ووجوديته، فاللوحة عنده تحمل طاقة تعبيرية هائلة، تجذب المشاهد لها على الفور، وتحرك فيه مشاعر وأحاسيس إنسانية، وبالذات في أعمال البورتريه التي يسعدنا أن نعرضها في جاليري وصل في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. اللوحة لدى سعيد ليست ترفاً ولا بذخاً، بل هي انحياز تام للإنسان وللإنسانية».
You need to be a member of Because I Care JO to add comments!
Comments