بيكوز أي كير_ يواجه موظّفوا القطاع العام مشكلة حقيقيّة في تطوير مهاراتهم وتقدمهم في السلّم الوظيفي ، لقد دأب القطاع الحكومي لزمن طويل على إقناع شرائِح المجتمع بأن الأمان الوظيفي هو في مؤسّساته على الرّغم من أنّ الدّخل الّذي يحصل عليه الموظف الحكومي أقلّ بكثير من دخل موظّفي القطاع الخاص لنفس المُسمّى الوظيفي
ومع ذلك قَبِل بالوظيفة الحكوميّة وسعى اليها من أجل الحصول على امتيازات الوظيفة الحكوميّة مثل علاوات، وإجازات ، ومقاعد دراسية للأبناء ، وتأمين صحي، وقروض سكنيّة بفوائِد قليلة وهي حقيقة امتيازات مهمّة ومُطمئِنة
لكن ما يحدُث لموظفي القطاع العام هو أنّ الموارِد القليلة جعلت بعض هذه المؤسسات يستهدِف فِئات معيّنة في التدريبات وورشات العمل حتّى تراجعت مهارات الموظف الحكومي عن مهارات موظف القطاع الخاص وأخرجته من دائِرة المنافسة
لقد أصبح بعض العاملين في القطاع العام يُعانون من جمود في العمل يمكن أن يلمسها أي شخص يذهب ليُراجِع دائِرة أو مؤسّسة حكوميّة، والمسؤول عن هذا الجمود هو سياسات التطوير والتّنمية غير العادِلة في هذه القطاعات
لقد انتشرت بين المواطنين المقولة النبويّة الشّهيرة (من دخَل بيت أبو سُفيان فهو آمن) لكلّ من يسعى للتوظيف الحكومي، ليكتشِف الموظّف اليوم وفي ظلّ الضائِقة الاقتِصاديّة الّتي نعيشها أن (بيت أبي سفيان لم يعُد آمنا)
لذلك أصبحنا نشهد ظواهر اجتماعيّة مرتبِطة بفقدان الأمان الوظيفي مثل الموظّف الحكومي الّذي حاول الانتِحار قبل مدّة لأنه طُرِد من وظيفته - وأنا لا أبرّر هذا السّلوك وأرفضه جملةً وتفصيلا - لكنّي أحاول أن أكتشِف الأسباب وهنا أتفهّم تماما شعور رجُل لا يعرِف أكثر من مهام وظيفته الّتي دأب على ممارستها لسنين طويلة ولا يعرِف غيرها، أين سيذهب بعد الفصل؟ حياته وحياة أطفاله في عِلم الغيب
وعلى الرّغم من تحفّظي على القطاع الخاص وحالة الاستِعباد التي يُمارِسها على موظّفيه أحيانا إلا أنه يُفيد الموظّف في تطوير مهاراته ويضعه في تحديّات تسمح له بمواكبة التطوّر وزيادة مخزونه من المهارات الحديثة الّتي تؤهّله ليحصل على فرصة أفضل في شركات أخرى بالقِطاع الخاص ويدخل مجالات المُنافسة
إنّ النّهج الاقتِصادي في البلد بحاجة لاعادة نظروالأخذ بعين الاعتِبار أحوال النّاس وظروفهم، فمن غير المقبول أن تٌقنِع المواطِن أن أمانه في الوظيفة الحكوميّة وعندما تعجز خزينة الدّولة عن تحقيق هذا الأمان تتخلّى عنه!!
نحن اليوم أمام تحدٍّ دقيق يحتاج لخبراء اقتِصاديين واجتِماعيين يُقدّمون لنا طريقة عمليّة للخروج من المأزق الخطيرالّذي تعيشه البلد والّذي ستظهر تبعاته بالضّرورة على المجتمع وتجعلنا نشهد ظاهرات اجتِماعيّة كثيرة وخطيرة في الأيّام القادِمة
Comments