بيكوز أي كير_خاص_ "أن أساعد غيري عندما يطلب النصح في مجال دراسته أو عمله، وأن أقف معه بما استطعت، وأن أترك أثراً، وعندما أكون مثالاً على الأم العاملة التي سيكبر أطفالها ليفتخروا بها وبقدرتها على بذل ما استطاعت حتى يصبحوا هم وعملها ودراستها مميزين،هو من أهم الانجازات بالنسبة لي"
تلك هي المهندسة عبير الجبور التي كانت ولا تزال مثالاً كغيرها من الكثير من الأمهات الصغيرات الزوجات العاملات اللاتي حققن النجاح والتميز والتوفيق بين العمل والمجتمع ومتطلبات الحياة
تخرجت الجبور من الجامعة الهاشمية بكالوريوس هندسة كهربائية/اتصالات سنة 2008 بتقدير جيد جدا , وقد قامت في بداية مسيرتها المهنية بالعمل في العديد من الوظائف ثم اتخذت خطوة جديدة ألا وهي اكمال درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية / الطاقة المتجددة في الجامعة الاردنية في 2015 , كون هذا التخصص يمثل جانباً مهماً من الأبحاث المستقبلية التي تشكل محور اهتمام العالم حالياً
حصلت الجبور على العديد من الجوائز وحققت الفوز في كثير من المسابقات المحلية والعربية والدولية ، فقد شاركت الجبور مع زميلتها هبة ابو تايه في المؤتمر الثاني للباحثين الشباب الذي تم عقده في الجامعة الالمانية 2015 بورقة بحثية تتحدث عن مشروع يقوم بتغطية حاجة الجامعة الاردنية من الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، كما تقوم حالياً بعمل أوراق بحث سيتم تقديمها للمؤتمر العالمي السادس للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في المناطق الصحراوية GCREEDER الذي سيتم عقده في الجامعة الاردنية برعاية سمو الامير حمزة ورئاسة البروفيسور احمد السلايمة رئيس مركز الطاقة المتجددة في الجامعة
كان لدراسة الماجستير بشكل عام ودراسة الطاقة المتجددة بشكل خاص اثر كبير على تغيير طريقة التفكير لدى الجبور ، وهنا تقول " اصبحت اتعامل مع الامور من وجهة نظر الباحث وليس مجرد انجازها بشكل سطحي , ايضا اهمية بذل الجهد وعدم الاعتماد على المعلومة الجاهزة ونشر المعلومات والاستفادة من خبرات الاخرين, وهذا اتاح لي المجال ان اتطور في عملي واقوم بمشاركة المعرفة , ودراسة حاجات الاشخاص المحيطين وتنمية حبهم للعلم "
وترى الجبور أنّ الشغف وعدم توقع نتائج مباشرة مادية لما يقوم به الإنسان من اكثر الاسباب التي تجعل اي شخص يبدع في عمله ويشعر بالإنجاز فيه لا سيما وأن العطاء بحد ذاته انجاز , و يستطيع المهندس أن يقوم بأي عمل بشكل ممتاز اذا قام بتطوير مهاراته وصقلها ولا يتخوف من كونه مبتدئا لانها الخطوة الاولى الاصعب وستتبعها خطوات متتابعة من التقدم والتميز
تشغل الجبور منصب مهندس وممثل الجودة في إحدى الشركات ، وحول مسرتها المهنية تقول " تم تعييني في الشركة كمهندسة عمليات انتاج بناء على خبرتي السابقة في مجال تخطيط الانتاج , فقمت بالعمل على العمليات المنفصلة لاخذ القراءات الحالية لها والعمل على تحسينها , وقد كان حس الجودة موجودا عندي ,الأمر الذي دفع بمديري إلى توجيهي لشغل منصب مهندس الجودة الذي كنت اقوم به بشكل غير مباشر او شامل"
وتضيف ل "لانني اهتم " "تعلمت من خلال عملي ان لا اتخوف او اتردد في السؤال عن اي شيء لا اعرفه , وتعلمت ايضا ان عملك الذي تراه ممتازا وكافيا الان, عندما تنظر اليه بعد فترة من الخبرات والتجارب ستجد انه يحتاج الى التحسين وستجد نفسك بالطريقة الجديدة التي نظرت بها قد تطورت وزادت خبرتك , وانك ستبدأ فعليا بحساب انجازاتك بدلا من خبرتك, من خلال مسيرتي العملية ايضا تعلمت ان لا نغفل الجانب الانساني في عملنا لانه جزء اساسي من زرع ثقافة الجودة في المؤسسة , لان الجودة تعني ان تقوم بعملك على احسن وجه عندما لا ينظر اليك احد"
واجهت الجبور الكثير من التحديات والصعوبات خلال مسيرتها المهنية، وحول ذلك تقول " من اكبر التحديات التي واجهتها هي بحثي عن عمل بعد انقطاع سنتين , وقد كنت ابحث بمعنوية عالية وعدم استسلام او يأس, وقد كنت ابحث في مجال الهندسة الكهربائية وفي مجال الهندسة الصناعية الذي كانت لدي خبرة بسيطة به, تغلبت على هذا التحدي بالثقة بالله ومعرفة ان الوقت الامثل سيأتي وهذا ما حصل"
وتتابع بقولها "التحدي الثاني هو قراري ان ادرس الماجستير في هندسة الطاقة المتجددة , كون التخصص بعيدا عن مجال دراستي في البكالوريوس الذي مضى على تخرجي منه 6 سنوات , ثم حصل ان تتوفر فرصة العمل بعد ان قطعت فصلا واحدا في الماجستير حيث اصبح التنسيق بين عملي ودراستي واولادي صعبا , ولكن بعد توفيق الله مع دعم والدي ووالدتي ودعم الادارة في عملي استطعت ان احصل على معدل امتياز"
أما الثالث فكان " محاولتي تغيير تخصصي من هندسة الطاقة إلى الادارة الصناعية كي يصبح اقرب الى عملي , والتحدي الاهم بالنسبة لي كوني امرأة عاملة لديها طفلان , احاول ان اخصص لهم ما استطعت من الوقت والجهد , واعلم ان التعب الحالي هو تعب مؤقت وسيؤتي اكله في النهاية"
وأنهت الجبور حديثها بالقول أنّ "المرأة المهندسة هي قوة لا يستهان بها , يجتمع فيها الجانب التقني والمعرفي بالاضافة الى مراعاة الجانب الانساني , تستطيع الابداع والتميز بمجرد ان تقرر ان تخرج من الاطار الذي وضعت به من قبل المجتمع , والنجاح يتحقق بترتيب الاولويات واوقاتها , ومعرفة قاعدة الاهم فالمهم , فالضروري العاجل ننجزه فورا , والضروري غير العاجل نقوم بعمل جدول زمني له , وغير الضروري والعاجل نوكل غيرنا به , وغير الضروري غير العاجل نستطيع ان لا نقوم به مثل ترفيه معين او تصفح الهاتف , المسألة ترتيب اولويات وهذا تعلمته من كتاب العادات السبع للناس الاكثر فعالية, انصح بقراءته وتطبيقه"
وتتابع "هناك الكثير من النساء المميزات الناجحات في مجالاتهن لم يحصدن جوائز او يحظين بتقدير , لكن تميزهن لا يخفى على احد , يجب ان تؤمن انك تستطيع ان تترك اثرا جميلا في كل ما تفعله , ذلك الشعور هو جائزة كل مميزة في كل مكان".
Comments