بيكوز اي كير_ أظهرت نتائج امتحانات الثانوية العامة في الأردن لهذا العام تفوق الإناث على الذكور وتقدمهن في التحصيل العلمي، حيث حصلن على غالبية المراكز العشر الأولى في فروع الدراسة الأساسية كالعلمي والأدبي.
هذه الظاهرة ليست بالجديدة وليست محصورة في الأردن فقط, بل تكررت وعلى مستوى العالم, فما هي الأسباب يا ترى؟
عند التدقيق والبحث عن الأسباب نجد أنها متشعبة وعديدة؛ فهناك العامل الاقتصادي الذي يلعب دورا كبيرا في تراجع تحصيل الطلبة الذكور, حيث يتعرض الذكور الآن لظروف اقتصادية صعبة تجعل تفكيرهم ينحصر في كيفية كسب العيش وبناء أسرة المستقبل.
زد على ذلك لجوء بعض الطلبة الذكور إلى العمل الإضافي أثناء الدراسة مما يحرمهم من وقت الدراسة الكافي, كما أن تفكير الذكور بشبح البطالة بعد التخرج, كلها عوامل تقود إلى الإهمال و الإحباط.
هذا بالإضافة إلى عدة عوامل اجتماعية مؤثرة تعزى إلى صفة العناد المنتشرة بين الذكور بشكل عام والتي تجعلهم لا يلتزمون بما يمليه عليهم الأساتذة والمعلمين تحول دون اهتمامهم بالدراسة والتحصيل العلمي.
في حين أنّ طبيعة حياة الإناث والمتمثلة في التواجد الدائم في البيت يساهم وبشكل كبير بحصر اهتمامهن في الدروس، في الوقت الذي يمتلك في الذكور الحرية الأوسع مما يجعلهم في حلّ من المساءلة.
ونجد كذلك أن نشاط الإناث يعود لعامل الرغبة في التفوق للحصول على وظيفة و دخل مناسب في المستقبل، فضلاً عن وجود عامل المنافسة والتحدي لديهنّ وذلك لوصف المجتمع لهنّ بالضعف يزيد من إصرارهنّ على التفوق والحصول على أعلى المعدلات.
هناك دراسة قام بها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية تشير إلى أن المعلمات والمديرات يتبعن أنماط سلوك تحفّز عملية التعلم أكثر من نظرائهم الذكور, و لديهن رضى وظيفي أكبر مع طلبتهن, كما أنهن أكثر متابعة للواجبات المنزلية من الذكور، بالإضافة إلى أنّ المديرات أكثر اشرافاً على المعلمات مقارنةً مع المدراء, و أن مدارسهن اكثر امانا من الذكور.
يشير خبراء وعاملون في الميدان أن هذا الفرق في الأداء هو أحد العوامل الأساسية وراء تفوق الإناث على الذكور في نتائج الثانوية العامة كل سنة، و رغم أن الإناث بشكل عام يشتركن مع الذكور في تدني التحصيل الأكاديمي إلاّ أنّ تفوقهن على الذكور في الثانوية العامة هو ظاهرة سنوية، و التعليقات عليها في الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء من "طقوس" إعلان النتائج في الأردن في كل عام, و ذلك عندما يتصدرن المراتب الأولى ونسب النجاح العامة "غالبا" في كل الفروع.
على سبيل المثال, في العام الماضي حصلت الإناث على المراتب الأولى في سبع فروع من أصل تسعة في الثانوية العامة، وحققن على صعيد النسب العامة على نتائج أفضل في كل الفروع وصل بعضها إلى الضعف، وهي نتائج تتكرر كل عام، مما ينعكس على ارتفاع وجودهن في مؤسسات التعليم العالي.
ففي العام 2015 شكلت الإناث نسبة 52% من نسبة الملتحقين في الجامعات، كما شكلن 55% من الخريجين، وهنّ لا يتفوقن على الذكور في الثانوية العامة فقط؛ بل يحققن نتائج أفضل في الاختبارات الدولية "PISA" و "TIMSS" التي تقيس المستوى في الرياضيات والعلوم و القراءة.
Comments